في الكورة : “أسود على قطر نعاج تحت أمريكا”.. لماذا صمتت الصحف الأجنبية عن سوء تنظيم كأس العالم للأندية؟

“أنا لا أحب الولايات المتحدة ولا أجد نفسي فيها.. إن الولايات المتحدة ثرية نعم، متقدمة حقًا، لكنها خالية من الحياة”، هكذا كان وصف أحمد خالد توفيق حينما تحدث عن الولايات المتحدة الأمريكية في إحدى أعماله.

لا صوت يعلو فوق صوت كأس العالم للأندية 2025، والتي تقام بنسختها الجديدة والمكونة من 32 فريقًا لأول مرة في التاريخ على أرض الولايات المتحدة الأمريكية، إذ بدأت البطولة يوم 15 من الشهر الجاري وسوف تنتهي في 13 من شهر يوليو المقبل.

وحتى الآن وبعد نهاية دور المجموعات فقط، شهدت البطولة ظواهر غريبة على ملاعب كرة القدم، وهي توقف أكثر من مباراة لوقت طويل للغاية وصل إلى ساعتين ونصف!، الأمر الذي يسبب أزمة كبيرة ومعاناة للاعبين والأجهزة الفنية والجمهور والإعلام الذي يقوم بتغطية تلك المباريات.

مساء أمس، السبت، مباراة بنفيكا وتشيلسي قد توقفت في الدقيقة 86 بسبب الإنذار باقتراب عواصف رعدية ويجب إخلاء الجميع من الملعب حفاظًا على حياتهم، الأمر المؤسف هو مدة الإيقاف والتي استمرت 150 دقيقة كاملة، من أجل لعب 4 دقائق متبقية فقط في المباراة، توقفت لعدد دقائق يساوي مباراتين إلا 30 دقيقة!، ويبقى السؤال الأهم ما الذي ستفعله عاصفة رعدية في مباراة سوف تنتهي بعد 4 دقائق فقط؟.

الأمر الذي جعل ماريسكا، مدرب فريق تشيلسي يجن جنونه ويهاجم تنظيم الولايات المتحدة للبطولة بشدة وقال: “أعتقد أنها مزحة، إنها ليست كرة قدم، أمريكا ليست المكان المناسب لإقامة هذه البطولة”.

لكن هذه لم تكن المرة الأولى ولا الثانية ولا الثالثة بل السادسة!، والعدد قابل للزيادة حتمًا خلال فترات مقبلة من البطولة، توقفت 6 مباريات حتى الآن بسبب العواصف الرعدية وهم مباراة الأهلي وبالميراس، سالزبورج وباتشوكا، صن داونز وأولسان هيونداي، بنفيكا وأوكلاند سيتي وبوكا جونيور وأوكلاند سيتي.

الأزمة ليست فقط في الطقس بل الملاعب نفسها، نحن في 2025 والملاعب حتى الآن لا يوجد بها سقف أو تجهيزات على أعلى مستوى وتوفير كافة سبل الراحة للاعبين من تجهيز المكيفات عالية الجودة لعدم إرهاق اللاعبين وبالتالي سيعود ذلك بالنفع على مستواهم على أرض الملعب.

ريال مدريد في أول حصة تدريبية له قام بإصلاحات كثيرة من غرفة خلع الملابس وغرف الاستشفاء والاستحمام والكثير من الأمور التي لم تكن جاهزة، إضافة إلى شكوى دييجو سيميوني، مدرب أتليتكو مدريد من طول المسافة بين غرفة الملابس والملعب وأن الملاعب غير مجهزة بالشكل القانوني والمعتاد في أوروبا.

وسط تلك الأزمات والمدرجات الخالية بسبب غياب الحضور الجماهيري نظرًا لعدم اهتمام الشعب الأمريكي بكرة القدم، لم نقرأ في الصحف الأجنبية بكافة جنسياتها جزءًا من هجومها على قطر خلال استضافتها كأس العالم 2022، وشتان الفارق بين التنظيمين.

قرأنا تقارير تهاجم قطر بسبب منعها رفع علم “المثليين” خلال بطولة كأس العالم لمخالفة الدين الإسلامي والتقاليد العربية، وتم اتهامها بـ كبت الحريات، ورفض المنتخب الألماني هذا القرار ووضعوا أيديهم على أفواههم في صورتهم الشهيرة، إلى جانب الحديث عن العاملين الذي تضرروا من بناء الاستادات وحالات الوفاة التي حدثت والاستمرار بمنتهى الإصرار على التقليل من استضافة قطر للبطولة وتفشيلها بشتى الطرق.

والآن، ومع تكرار كل تلك الأزمات، لم يتجرأ قلم على مهاجمة أمريكا بسوء تنظيمها ومحاولة التقليل منها مقدار ما حدث مع قطر، وعلى سبيل المثال وليس الحصر، لن ترى صحيفة “جارديان” تكتب للاتحاد الدولي أنها اختارت “الموت” و”المعاناة” عن أمريكا مثلما فعلت عن قطر.

بات الأمر واضحًا أننا نرى بطولة كرة قدم في بلد لا تصلح لتنظيم مثل هذا الحدث، بل هي غير مهتمة للإصلاح ولا تكترث لمعاناة اللاعبين والمدربين، وليس دفاعًا عن قطر وحدها فحسب بقدر ما هو استغلالًا لعرض ازدواجية معايير الغرب التي طالت كل شئ، وجعلت أمريكا تصدر كرة قدم خالية من الحياة مثلها تمامًا.