في الكورة : لامين يامال… الوريث الشرعي لهيبة الرقم 10

هاي كورة (رأي خاص بالصحفي ألفريدو ريلانيو ـ As)

الرقم 10 ليس مجرد رقم في كرة القدم، بل هو إرث، شارة شرف، ولُبُّ هوية كروية لا تمنح إلا لمن يستحقها حقًا.

وهذا الأسبوع، شهدنا لحظة تُعيدنا إلى تقاليد اللعبة وجوهرها؛ لحظة منح برشلونة قميص الرقم 10 إلى لامين يامال، الجوهرة الصاعدة التي لا تزال في مقتبل مسيرتها.

عندما جدد لامين عقده، لم يكن الخبر في تفاصيل المال فقط، بل في هذا التكريم الرمزي العميق.

ذلك الرقم الذي ارتداه ميسي، وقبله مارادونا ولويس سواريز، لا يُمنح عبثًا.

في برشلونة، الرقم 10 يعني القيادة، العبقرية، والقدرة على إحداث الفارق في كل لحظة، حمله أساطير أمثال بيليه، بوشكاش، وبلاتيني، كل واحد منهم صنع للتاريخ لوحة لا تُنسى.

الترقيم نفسه بدأ في 1928 على يد هيربرت تشابمان، ووصل إسبانيا بعد عقدين، وفي الماضي، كان كل رقم يرمز إلى مركز محدد، رقم 5 في أوروبا كان للمدافع، وفي الأرجنتين لاعب ارتكاز، وكل بلد صنع رمزيته الخاصة.

لكن مع ظهور الدوري الإنجليزي الممتاز في التسعينيات، تحولت الأرقام إلى رموز ثابتة لكل لاعب، لا علاقة لها بالمركز.

ومع ذلك، حين نقول “رقم 9″، نفهم مباشرة أنه مهاجم صريح، مثل هالاند أو ليفاندوفسكي، حتى لو حمل الرقم 17.

واليوم، حين أرى لامين يُمنح الرقم 10، رغم لعبه كجناح، أدرك أن النادي يراه أكثر من مجرد موهبة؛ يراه “الوارث”، من سيحمل على كتفيه عبء الإبداع.

وأكاد أتصور اليوم الذي، حين يفقد سرعته مع العمر، يعود فيه إلى العمق، ليصبح صانع لعب حقيقي… رقم 10 بكل معنى الكلمة.