في الكورة : تشو يولينج.. قصة بطلة هزمت المرض في الطريق لمنصة التتويج

تشو يولينج، نجمة كتبت قصة نجاح في لعبة تنس الطاولة، وأكملت أسطورتها في الملاعب برحلة ملهمة خارجها.

فازت تشو يولينج، أمس الإثنين، بلقب فردي السيدات في بطولة “WTT US Grand Smash 2025″، لتصل إلى 10 ألقاب عالمية، و11 بطولة آسيوية.

ما حققته تشو ليس فوزا على المنافسين فقط، بل انتصار على مرض السرطان، الذي أوقف مسيرتها عدة أشهر، قبل أن تعود أقوى.

من هي تشو يولينج؟

وُلدت تشو في مدينة ميانيانج الصينية عام 1995، وبدأت لعب تنس الطاولة في سن الخامسة، وانضمت إلى الفريق الوطني الصيني عندما كانت في الـ15 من عمرها.

بالإضافة إلى دراستها الأكاديمية، كانت تتدرب 9 ساعات يوميا، وسرعان ما عرفت طريق التتويج، حيث حصلت على لقب بطولة العالم لتنس الطاولة للناشئين مرتين في فردي الفتيات.

وصلت تشو إلى نصف نهائي بطولة العالم لتنس الطاولة عام 2013، وبعد 3 سنوات كانت لاعبة احتياطية في الفريق الصيني بدورة الألعاب الأولمبية الصيفية “ريو 2016”.

في نوفمبر عام 2017 صعدت تشو إلى صدارة التصنيف عالميا، ثم سجلت ظهورها الأخير كعضو في المنتخب الوطني الصيني في عام 2020، حيث باغتها مرض السرطان.

كفاح ضد المرض

كشفت يولينج أنها بدأت تعاني من أعراض المرض بحلول عام 2019، لكنها واصلت سعيها نحو التأهل لأولمبياد طوكيو 2020.

في يونيو 2020 شخّص الأطباء إصابتها بورم حميد، أجّلت العلاج، وواصلت بذل الجهد، وخضعت أخيرا لعملية جراحية في سبتمبر 2021، ظنت بعدها أن مشوارها الرياضي قد توقف.

بعد الجراحة، طُلب منها الراحة لمدة 6 أشهر على الأقل، لم تلمس مضربا لأكثر من عام، وعن هذا الأمر قالت: “لم أتدرب، ولم أشاهد المباريات”.

وفي عام 2022 بدأت دراسة الدكتوراة في إدارة الأعمال، وفي العام التالي أصبحت أستاذة مشاركة في قسم الرياضة بجامعة تيانجين، ركزت أطروحتها للدكتوراة على تحولات الرياضيين النخبة بعد التقاعد، مستخدمة نفسها كإحدى دراسات الحالة.

في عام 2024، حصلت تشو على الإقامة الدائمة في ماكاو، وهي منطقة تابعة للصين سياسيا لكن تتمتع بحكم ذاتي.

عودة من الباب الكبير

كانت تشو تعتقد أن مسيرتها في تنس الطاولة قد انتهت، لكن طلابها شجعوها على العودة للعب، بعد حصولها على بطاقة دعوة لتمثيل ماكاو في بطولة “WTT Champions” في شهر سبتمبر من العام الماضي.

لم تعد تشو تسعى وراء الذهب، بل تسعى وراء اللعب للمتعة فقط، حيث قالت في تصريحات نقلها موقع “pingsunday”: “في السابق، كان الفوز هو كل ما يهمني، الآن، أريد فقط الاستمتاع باللعبة”.

وتزامنا مع مواصلة مسيرتها الرياضية، ونشاطها الأكاديمي، عملت تشو في شركة والديها المتخصصة في صناعة الرقائق الإلكترونية، لتعلّم مهارات الإدارة.

قبل عدة أشهر، لم تكن يولينج تتوقع أن يعود المضرب لمعانقة يدها اليمنى مرة أخرى، لكنها في الوقت الحالي تحتل المركز الخامس العالمي للاعبات تنس الطاولة، ولم يعد من المستبعد رؤيتها مجددا في الصدارة.