روني بردغجي صفقة برشلونة الغامضة.. جذوره عربية ورهان فليك لحل الأزمات #روني #بردغجي #صفقة #برشلونة #الغامضة #جذوره #عربية #ورهان #فليك #لحل #الأزمات
في الكورة :
روني بردغجي صفقة برشلونة الغامضة.. جذوره عربية ورهان فليك لحل الأزمات
روني بردغجي صفقة برشلونة الغامضة.. جذوره عربية ورهان فليك لحل الأزمات
في الكورة :
روني بردغجي صفقة برشلونة الغامضة.. جذوره عربية ورهان فليك لحل الأزمات
في خطوة أثارت فضول الكثيرين، أعلن نادي برشلونة الإسباني عن إتمام صفقة التعاقد مع الموهبة السويدية الشابة روني بردغجي بعقد يمتد حتى نهاية موسم 2028-2029، ، بالنسبة للكثيرين، كان اسم بردغجي مجهولاً نسبيًا، مما جعل وصوله إلى أحد أكبر الأندية في العالم أمرًا يستدعي التساؤل والتحليل، نعم؛ فهذه الصفقة ليست مجرد إضافة جديدة لقائمة برشلونة، بل هي مؤشر واضح على تحول استراتيجي في إدارة النادي للانتقالات، ورهان على المستقبل في ظل التحديات المالية والرياضية الواضحة.
يوصف بردغجي باستمرار بأنه “نجم سويدي صاعد” و”موهبة شابة”، مما يسلط الضوء على عمره الصغير وجنسيته كعنصرين أساسيين في ملفه، كما أن عدم معرفة الكثيرين به يضفي على الصفقة طابعًا من الغموض، ويثير تساؤلات حول الأسباب وراء اختيار برشلونة لهذا اللاعب بالتحديد، خاصة وأن النادي عادة ما يستهدف أسماءً أكثر شهرة، هذا الفضول يضع الرجل في دائرة الضوء كـجوهرة مجهولة يسعى برشلونة للكشف عن بريقها،حيث يمثل التعاقد معه تحديدًا تحولًا استراتيجيًا ملحوظًا في نهج برشلونة بسوق الانتقالات.
فبعد فشل النادي في ضم نيكو ويليامز، جناح أتلتيك بيلباو، حول العملاق الكتالوني اهتمامه نحو تأمين قيمة سوقية، كانت الأولوية القصوى لبرشلونة هي التعاقد مع ويليامز، وهو لاعب أكثر رسوخًا وتبلغ قيمة شرطه الجزائي حوالي 60 مليون يورو. إلا أن القيود المالية التي يواجهها النادي جعلت هذه الصفقة غير ممكنة، ولذلك حول النادي العطاء على لاعب أكثر انسيابية، بـ 2 مليون يورو فقط ليعكس تناقضاً صارخًا.
هذا التحول الفوري يشير إلى تغيير واضح وعملي في استراتيجية برشلونة للانتقالات؛ لم يعد الأمر مجرد البحث عن قيمة جيدة، بل هو تكيف مع الواقع المالي من خلال إعطاء الأولوية للمواهب الواعدة ذات الميزانية المحدودة. وهذا يحدد الموضوع العام للتقرير: بردغجي كرمز لإعادة بناء برشلونة العملي والطموح في ظل المناخ الاقتصادي الحالي، وما هي الاستراتيجية التي سيركز ديكو، المدير الرياضي، في سوق الانتقالات خلال الفترة القادمة، ولكن قبل ذلك دعنا نسأل سؤالًا: من هو بردغجي أصلًا؟
عودة إلى الجذور
تتجاوز قصة روني كونها صفقة انتقال؛ إنها حكاية صعود نجم من بدايات متواضعة إلى أضواء أحد أكبر الأندية في العالم. وُلد روني في مدينة الكويت في الخامس عشر من نوفمبر عام 2005، لأبوين سوريين من مدينة حلب، وهذه الجذور السورية تشكل جزءًا لا يتجزأ من هويته ومساره، في سن السابعة، وإبان اشتعال الحرب الأهلية السورية، هاجرت عائلته إلى الدول الاسكندنافية، واستقروا في مدينة كالينجه بالسويد عام 2012، بحثًا عن فرص أفضل، في عالم لم يكن يومًا لينًا هينًا مع أبناء الشرق الأوسط.
بدأ بردغجي شغفه بكرة القدم في سن مبكرة، هذا الارتباط المبكر باللعبة يظهر تأثير العائلة وشغفه الفطري، ولذلك سرعان ما برزت موهبته، وتألق في فرق الشباب للهواة في جنوب السويد قبل أن يلتقطه نادي مالمو السويدي عام 2019. وبعد عام واحد فقط، انتقل إلى كوبنهاجن في عام 2020، في صفقة وصفت بأنها “غامضة” وتضمنت “رسوم توقيع فلكية” ويُزعم أنها خرقت “القواعد غير الرسمية لانتقال الشباب”، هذه التفاصيل تؤكد موهبته الاستثنائية والطلب الكبير عليه حتى في فترة الشباب.
لم يتأخر صعود بردغجي في كوبنهاغن، حيث شارك لأول مرة مع الفريق الأول في 21 نوفمبر 2021، وعمره 16 عاماً و6 أيام فقط، ليصبح أصغر لاعب يظهر مع النادي، وبعد سبعة أيام فقط، سجل هدفه الأول مع الفريق الأول، ولم تقتصر مساهماته على الأهداف، بل ساعد كوبنهاجن على الفوز بثلاثة ألقاب في الدوري الدنماركي وكأسين محليين، اللحظة الأبرز في مسيرته جاءت في 8 نوفمبر 2023، عندما سجل هدف الفوز في الدقيقة 87 ضد مانشستر يونايتد في دوري أبطال أوروبا، في مباراة انتهت بفوز كوبنهاجن 4-3. هذا الهدف الأيقوني جلب له اهتمامًا دوليًا كبيرًا، ووضعه تحت الأضواء العالمية.
ورغم ذلك، لم تخل مسيرته من التحديات، حيث تعرض في مايو 2024 لإصابة خطيرة في الركبة أبعدته عن الملاعب لمدة تتراوح بين 9 إلى 12 شهراً، هذه الإصابة حدت من مشاركاته في موسم 2024-2025 إلى 243 دقيقة فقط. ومع ذلك، عاد إلى الملاعب في 31 مارس 2025، بعد غياب دام 334 يوماً، هذه الفترة العصيبة أبرزت مرونته وقوته الذهنية، وإيمانه بنفسه ومن ثم قدرته على تجاوز العقبات، وهو ما يتجلى في تعافيه من الإصابة قبل الموعد المحدد، حتى وصل في نهاية المطاف إلى برشلونة.
“لقد وضعت ذلك في ذهني منذ أن كنت صغيرًا، ولا أحد يستطيع إيقافي إلا أنا”.
روني بردغجي.
ما يضيف بعدًا آخر للصفقة هو انضمام شقيقه الأصغر، ريان بردغجي، البالغ من العمر 15 عامًا، إلى أكاديمية لا ماسيا التابعة لبرشلونة. هذه “الحزمة العائلية” تشير إلى استثمار برشلونة طويل الأمد في عائلة بردغجي، مما يعكس رؤية النادي الشاملة في استكشاف المواهب.
إن قصة حياة بردغجي المثيرة، من الهجرة، والانتقال المثير للجدل في شبابه، وتحوله إلى أصغر لاعب يشارك في نادٍ كبير ، وتسجيل هدف حاسم في دوري أبطال أوروبا في سن السابعة عشرة ، ثم تحمله لإصابة خطيرة وتعافٍ طويل، كل ذلك يشير إلى لاعب يتمتع بصلابة ذهنية هائلة وقدرة عالية على تحمل الضغط.
هذه السمات كانت حاسمة للاعب سينضم إلى نادٍ جماهيري مثل برشلونة، حيث التوقعات الهائلة، والجماهير الملولة، وقدرته على تجاوز هذه التحديات في وقت مبكر من مسيرته يدل على قوة شخصيته، وهي لا تقل أهمية عن مهاراته الفنية. لحظة واحدة؛ مهارات فنية، ماذا تعني تلك الكلمة تحديدًا؟
لماذا روني؟
تُعد هذه الصفقة تجسيدًا لاستراتيجية برشلونة الجديدة في سوق الانتقالات، وهي استراتيجية توازن بين الطموح والواقعية المالية، تعاقد الفريق معه مقابل رسوم انتقال منخفضة بشكل ملحوظ، حيث قدرت التقارير بـ 2 مليون يورو (1.73 مليون جنيه إسترليني)، بينما ذكرت بعض المصادر 2.3 مليون يورو. وقد وقع عقداً طويل الأجل يمتد حتى 30 يونيو 2029، مما يوفر الاستقرار ويظهر التزام النادي على المدى الطويل.
يأتي هذا في سياق فشل برشلونة في ضم أهداف رفيعة المستوى، أبرزها نيكو ويليامز، حيث ألمح رئيس النادي، خوان لابورتا، إلى توقيع “مميز جداً” بقيمة “حوالي 60 مليون يورو”، في إشارة واضحة إلى ويليامز، ومع ذلك، حذر رئيس رابطة الدوري الإسباني، خافيير تيباس، علنًا من أن برشلونة يفتقر إلى “السيولة اللازمة أو المساحة المالية ضمن هيكل سقف الرواتب للدوري لتسجيل صفقات جديدة”.
وبعد الفشل في تأمين ويليامز، حول برشلونة اهتمامه نحو تأمين القيمة السوقية، هذا التحول المباشر في نهج الانتقالات يمثل ضرورة عملية فرضتها القيود المالية المستمرة على النادي، والتباين الصارخ بين الهدف الذي كان يقدر بـ 60 مليون يورو وصفقة بردغجي البالغة 2 مليون يورو يوضح أن برشلونة يتخذ رهانًا محسوبًا وفعالًا من حيث التكلفة على إمكانات مستقبلية بدلًا من البحث عن حلول فورية ومكلفة.
كما تتماشى هذه الصفقة تمامُا مع رؤية المدير الرياضي ديكو، التي تركز على “الشباب لإعادة البناء”. وتهدف هذه الاستراتيجية إلى الجمع بين حيوية التوقيع الجديد والفوائد الاقتصادية والتنموية للاعبين الذين ينشأون في النادي. بردغجي، كلاعب شاب ذو إمكانات عالية تم التعاقد معه بسعر منخفض وبعقد طويل الأجل، يجسد هذه الفلسفة بشكل مثالي.
وهذا يعكس أن ديكو نفسه ملتزم بتنفيذ سياسة انتقالات واضحة ومستدامة تركز على الحصول على مواهب شابة واعدة يمكنها إما التطور إلى نجوم في الفريق الأول (مثل لامين يامال) أو بيعها لتحقيق أرباح كبيرة في المستقبل، وبالتالي تخفيف المخاطر المالية وضمان استقرار النادي على المدى الطويل. ولذلك فروني ليس مجرد لاعب فردي؛ بل ربما يضرب به المثل نموذجًا لنشاط برشلونة المستقبلي في سوق الانتقالات، مع التركيز على بناء الأصول والاستثمار الاستراتيجي في مستقبل النادي على المدى الطويل.
خاصة وأن لابورتا قد صرح علنًا أن برشلونة قد عاد إلى “قاعدة 1:1″، مما سيسمح لهم بإجراء التعاقدات بشكل طبيعي. هذا الموقف العام يهدف إلى طمأنة الجماهير وإظهار الثقة، على الرغم من التحديات المالية الكامنة، ويسلط الضوء أيضًا على التوازن الدقيق التي تقوم به إدارة برشلونة في الوقت الحالي، خوان لابورتا، رغم كذبه الدائم على الجماهير، ووعوده التي لم يفي بها، إلا أنه استطاع أن يمسك عصا النادي من المنتصف، ولذلك فالسؤال القائم هو: هل ستنجح تلك السياسة أم ستنهار فجأة؟
مقامرات
بسيطة؛ الأمر يعتمد في المقام الأول على نجاح الصفقات الجديدة، وقدرتها على إثبات نفسها، فقيمة اللاعب الجديد، كحجر في بناء الفريق، تُقاس بمدى قدرته على إثبات ذاته ضمن المنظومة الكروية. هذا التقدير الأولي يشبه فحص البذرة قبل زراعتها؛ فبدون فهم عميق لطبيعتها، يصبح الحصاد مجرد رهانٍ في الظلام، ولذلك وجب في البداية تقدير الإمكانيات، ولتقدير إمكاناته وتأثيره على برشلونة، من الضروري أيضًا تحليل أرقامه المهنية،.
لا يكفي التقدير النظري وحده، إذ تُقدم الإحصائيات المهنية رؤيةً ملموسة لتجارب اللاعب السابقة. هذه الأرقام ليست مجرد بيانات جافة، بل هي شاهدٌ موضوعي يُترجم أداءه إلى لغة قابلة للتحليل، إنها المرآة التي تعكس مساهماته في فرقٍ مختلفة، مُوضحةً كيف يمكن لخبراته المتراكمة أن تتحول إلى وقودٍ لنجاح جديد.
فالتأثير الحقيقي على الفريق ينبثق من الجمع بين الروح الكروية (الإمكانيات) والجسد الإحصائي (الأرقام)، فإذا كان التقدير يلمس جوهر اللاعب وطاقته الخلاقة، فإن التحليل الكمي يقدم أدلةً ماديةً على قدرته على التحول إلى عنصرٍ فاعل، هذا التكامل هو الذي يحوّل الانتقال من مجرد صفقة إلى خطوة استراتيجية تُبنى على أسسٍ فلسفيةٍ رصينة: رؤية ما وراء الظاهر، وقياس ما لا يُرى بالعين المجردة.
خلال مسيرته مع كوبنهاجن، ساهم بردغجي بـ 15 هدفاً وصناعة هدف واحد في 84 مباراة خاضها في جميع المسابقات، وعلى الصعيد الدولي للشباب، مثل منتخب السويد تحت 21 عاماً في 9 مباريات سجل هدفان خلالهما، ومثل ومنتخب السويد تحت 17 عاماً في 6 مباريات سجل خلالهما 5 أهداف، مما يدل على تقدمه المستمر عبر الفئات العمرية للمنتخبات الوطنية، والجدول القادم سيعطي لمحة عامة عن إنتاجه على كافة المستويات:
المسابقة | الظهور | الأهداف | التمريرات الحاسمة | الدقائق الملعوبة |
الإجمالي | 107 | 23 | 5 | 5,653 |
الدوري الدنماركي الممتاز | 39 | 12 | 1 | 1,969 |
بطولة الدوري الممتاز | 21 | 0 | 0 | 834 |
دوري الشباب تحت 19 سنة | 21 | 7 | 4 | 1,608 |
كأس الدنمارك | 11 | 2 | 0 | 552 |
دوري أبطال أوروبا | 6 | 1 | 0 | 241 |
تصفيات دوري أبطال أوروبا | 5 | 0 | 0 | 224 |
دوري المؤتمر الأوروبي | 2 | 0 | 0 | 90 |
كأس المستقبل | 2 | 1 | 0 | 135 |
تُظهر هذه الأرقام أن بردغجي، كجناح، يمتلك قدرة واضحة على تسجيل الأهداف، خاصة في الدوري الدنماركي حيث سجل 12 هدفاً في 39 مباراة، كما أن هدفه في دوري أبطال أوروبا أمام اليونايتد يبرز قدرته على التألق في اللحظات الكبيرة والهامة. خاصة وأن تلك الأرقام جيدة جدًا بالنسبة للاعب في عمره ومركزه، وتشير إلى أنه يمتلك غريزة تهديفية مهمة من الأطراف، وهي سمة ذات قيمة عالية في كرة القدم الحديثة، خاصة في نظام هانسي فليك التكتيكي، الذي يعتمد على مساهمة الأطراف بشكل مباشر.
ومع ذلك، يجب الإشارة إلى تأثير الإصابة التي تعرض لها في الركبة، فقد أدت هذه الإصابة إلى تقليص مشاركاته في موسم 2024-2025 إلى 243 دقيقة فقط، وغاب عن الملاعب لمدة تتراوح بين 9 إلى 12 شهرًا، هذه التفاصيل حاسمة لفهم تراجع إنتاجه الإحصائي الأخير وحالته البدنية الحالية، في حين أن أرقامه قبل الإصابة كانت مثيرة للإعجاب، فإن إصابته الأخيرة كانت هي التحدي الأكبر الذي يواجهه النادي.
برشلونة يخاطر بضم لاعب عائد من غياب طويل، وخطة دمجه الأولية والتدرب تدريجيًا مع الفريق الأول، هي بالتأكيد نتيجة مباشرة لذلك، من المهم هنا التأكيد أيضًا على أن الصبر سيكون مفتاح عودته إلى ذروة أدائه قبل الإصابة، وهذا يربط أيضًا بتغير “قيمة” انتقاله؛ فبردغجي بحالة بدنية كاملة ربما سيكون أكثر تكلفة، ولذلك قامر برشلونة، مما يجعله استثمارًا أكثر إثارة للتكهنات ولكنه قد يكون مجزيًا مع الصبر.
اللمسة الفنية
يُعد روني بردغجي لاعبًا يمتلك مجموعة من السمات الفنية التي تجعله مناسبًا بشكل خاص لفلسفة هانسي فليك التكتيكية في برشلونة، هو في المقام الأول جناح أيمن، لكنه يوصف بأنه “مهاجم داخلي” ولاعب ماهر جدًا ومتعدد الاستخدامات، قادر على اللعب في أي مكان في الهجوم، كما يمكنه اللعب كصانع ألعاب (رقم 10)، وتتركز نقاط قوته الأساسية في سرعته، تسارعه، تقنيته، تحكمه بالكرة، قدرته على المراوغة، لمسته الأولى، مهارته، رشاقته، إبداعه، توازنه، قدرته على إنهاء الهجمات، واستخدامه لكلا القدمين.
ويتميز أيضًا بقوته الكبيرة في مواقف واحد ضد واحد، فهو لاعب لا يمكن التنبؤ به وواثق جدًا من مهاراته، وغالبًا ما يستخدمها لتجاوز المدافعين والاختراق نحو الداخل، يمتلك قدرة جيدة على إنهاء الهجمات بكلتا القدمين، وفعال أمام المرمى، كما يتمتع بذكاء كبير بدون كرة، حيث يتعرف على المساحات التي يجب أن يستقبل فيها الكرة أو يركض إليها، ومن الصعب جدًا افتكاك الكرة منه بفضل مركز ثقله المنخفض.
كما يفضل اللعب في دور هجومي حر يمنحه حرية التجول في الملعب لاكتشاف الفراغات، هذه الحرية تعزز قدرته على صناعة اللعب بفضل رؤيته الثاقبة ومهاراته في التمرير التي تفوق مستوى اللاعب العادي. شغفه بالمراوغة يجعله دائمًا تهديدًا للدفاعات، وقد أطلق عليه الصحفيون الاسكندنافيون لقب “ميسي السويدي”، ويُقارن ببعض الللاعبين مثل إيدن هازارد، ومحمد صلاح، وحتى آريين روبن بفضل أسلوب لعبه، هذه المقارنات تؤكد تميزه كجناح “أيسر القدم” يُفضل القطع نحو المركز لخلق الفرص أو التسديد.
عرض هذا المنشور على Instagram
ما يعني أن نقاط قوة بردغجي تتوافق بشكل ما مع المبادئ التكتيكية لهانسي فليك، إذ يعتمد برشلونة تحت قيادة فليك نظام 4-3-3 الذي يركز على الاستحواذ، والمرونة، والضغط العدواني، ويستخدم فليك نظام ضغط عالٍ لاستعادة الكرة بأسرع وقت ممكن، مما يجبر الخصم على ارتكاب الأخطاء في مناطق متقدمة من الملعب، بقدر ما تعتمد أيضًا على التحولات السريعة من الدفاع إلى الهجوم، إذ يمنح الأطراف والأظهرة دورًا حاسمًا في توسعة الملعب أثناء الهجوم.
ولذل فقدرة بردغجي على الضغط العالي ومعدل عمله الدفاعي يتوافقان مع نظام فليك الذي يعتمد على الضغط المكثف، كما أن قدرته على الاختراق والتسجيل بكلتا القدمين تتماشى مع دور “المهاجم الداخلي” في تشكيلة 4-3-3 التي يفضلها فليك. وهذا يشير إلى أن بردغجي ليس مجرد موهبة عامة، بل هو مناسب تمامًا للمتطلبات التكتيكية المحددة لفليك، مما يدل على عملية كشف واختيار مدروسة من قبل ديكو وفليك معًا، ولم لا، فربما يعطي عمقًا للتشكيلة وقد يكون بديلًا هامًا للامين يامال المستنزف بدنيًا.
الخطة هي أن يكون الاحتياطي الأول للامين يامال في المباريات الأقل ضغطًا بينما يصقل مهاراته في فريق الرديف، إذ يُعتبر يامال “لا يمكن المساس به” في مركز الجناح الأيمن ، لكن فليك سيكون حريصًا على تخفيف عبء العمل على اللاعب الإسباني. وهذا يوضح أن وصول بردغجي لا يهدف إلى إزاحة يامال، بل لتوفير عمق حيوي وتناوب، هذا يعالج نقطة ضعف كبيرة لبرشلونة، مما يسمح لهم بإدارة دقائق يامال بشكل أكثر فعالية، خاصة بالنظر إلى صغر سنه وإنتاجه العالي، أي أنه إجراء استباقي لضمان صحة يامال وتطوره المستدام على المدى الطويل، مع دمج موهبة واعدة أخرى في الوقت نفسه.
كما يُنظر إلى بردغجي على أنه “بديل أرخص ومماثل” لأنسو فاتي أيضًا، فاتي، الذي كان يُنظر إليه ذات يوم على أنه مستقبل برشلونة، عانى بشكل كبير من الإصابات وتراجع المستوى، مما أدى إلى إعارته، أما بردغجي، فقد وصل بجزء بسيط من التكلفة التي قد يتطلبها فاتي أو التي قد ينفقها النادي على لاعب أكثر رسوخًا.
المقارنة تؤكد النهج العملي الجديد لبرشلونة في بناء الفريق، فبدلاً من الاستثمار بكثافة في فاتي الذي قد يتعافى أو العكس أو الاستثمار في جناح آخر باهظ الثمن لملء هذا الدور الهجومي، اختاروا لاعبًا شابًا ذا إمكانات عالية يقدم سمات أسلوبية مماثلة لفاتي وقريبة من يامال، ولكن بتكلفة مالية أقل بكثير، هذا يدل على تحرك واضح نحو الحصافة المالية مع السعي لملء أدوار تكتيكية محددة وتوفير المنافسة للاعبين الحاليين، ولكن هناك بعض التحديات والفرص التي ستحدد المسار الصحيح، فما هي؟
الطريق إلى النجومية
أحد أبرز التحديات التي يواجهها بردغجي هو التعافي الكامل من إصابته الخطيرة في الركبة، والتي أدت إلى تقليص مشاركاته في موسم 2024-2025 إلى 243 دقيقة فقط، وعلى الرغم من أن تعافيه من إصابة الرباط الصليبي الأمامي يسير “قبل الموعد المحدد” وأن ركبته “صلبة”، إلا أنه “قد يحتاج وقتًا للتأقلم مع طريقة لعب فليك” والتكيف مع الكثافة الأعلى للدوري الإسباني.
ولذلك وضع النادي خطة واضحة لدمجه، فمن المقرر أن يشارك في البداية مع الفريق الرديف، سيبدأ الفترة التحضيرية مع الفريق الأول، لكنه على الأرجح “سيقسم الدقائق بين تشكيلة هانسي فليك وبرشلونة أتلتيك بقيادة جوليانو بيليتي، هذه الخطة، ستسمح له باستعادة لياقته البدنية الكاملة، والتكيف مع متطلبات دوري جديد، واستيعاب فلسفة فليك التكتيكية دون ضغط فوري للأداء على أعلى مستوى.
سيواجه بردغجي أيضًا منافسة شديدة على المراكز، خاصة في الخطوط الأمامية وخط الوسط، والأمر لا يقتصر على يامال وحده، إذ سيواجه بردغجي منافسة من لاعبين آخرين متعددين مثل رافينيا (الذي قد يتكيف مع دور مركزي)، وفيران توريس، وربما حتى جافي أو فيرمين لوبيز إذا حدثت تحولات تكتيكية.
عرض هذا المنشور على Instagram
وعلى الرغم من التحديات الفورية، ينظر النادي إلى بردغجي بشكل لا لبس فيه على أنه “استثمار طويل الأجل بإمكانات كبيرة”، يُنظر إليه على أنه جناح ذو سقف عالٍ ومصمم خصيصاً لأسلوب فليك العمودي، مما يشير إلى إيمان قوي بنجاحه النهائي. هذه الخطة التنموية، التي تتضمن قضاء وقت مبدئي مع برشلونة أتلتيك والاندماج التدريجي في الفريق الأول، تعكس إلى حد كبير المسار التقليدي لخريجي لا ماسيا.
هذا النهج مدعوم أيضًا بمشاركة فليك النشطة في الإشراف على الإعداد البدني للاعبي برشلونة أتلتيك ورغبته في تنسيق أوثق بين طاقم الفريق الرديف والفريق الأول، وهذا يشير إلى أن برشلونة يوسع بوعي فلسفته الشهيرة في تطوير الشباب، والتي تُطبق تقليديًا على لاعبي الأكاديمية، لتشمل التعاقدات الشابة الخارجية مثل بردغجي، فمن خلال دمجه في هذه البيئة المنظمة، يهدف النادي إلى تقليل المخاطر المرتبطة بانتقال لاعب شاب إلى نادٍ من الدرجة الأولى وزيادة فرص نجاحه على المدى الطويل.
روني بردغجي هو رهان برشلونة على المستقبل. إنه يمثل مزيجًا من الموهبة الخام، والمرونة الشخصية، والتوافق التكتيكي، وكل ذلك ضمن إطار استراتيجية مالية حذرة، نجاحه سيعتمد على قدرته على التغلب على التحديات، والاستفادة من الفرص، ليصبح في النهاية جزءًا لا يتجزأ من الجيل القادم في الكامب نو.
في الكورة :
روني بردغجي صفقة برشلونة الغامضة.. جذوره عربية ورهان فليك لحل الأزمات
في الكورة :
روني بردغجي صفقة برشلونة الغامضة.. جذوره عربية ورهان فليك لحل الأزمات
روني بردغجي صفقة برشلونة الغامضة.. جذوره عربية ورهان فليك لحل الأزمات #روني #بردغجي #صفقة #برشلونة #الغامضة #جذوره #عربية #ورهان #فليك #لحل #الأزمات