ريال مدريد ضد باريس .. ألونسو لن يخسر مهما كانت النتيجة #ريال #مدريد #ضد #باريس #ألونسو #لن #يخسر #مهما #كانت #النتيجة
في الكورة :
ريال مدريد ضد باريس .. ألونسو لن يخسر مهما كانت النتيجة
ريال مدريد ضد باريس .. ألونسو لن يخسر مهما كانت النتيجة
في الكورة :
ريال مدريد ضد باريس .. ألونسو لن يخسر مهما كانت النتيجة
أهلًا بك، بعد يوم واحد من مباراة ريال مدريد ويوفنتوس بكأس العالم للأندية، نشرنا مقالًا تحت عنوان “على الجميع أن يخشى تشابي ألونسو“، والآن نريد إضافة تعديل بسيط فقط: “على تشابي ألونسو أن يخشى نفسه”، العواصف التي تدور في ذهنه الآن قد تكون السبب الرئيسي في انقلاب المركب، خاصة وأن المباراة القادمة ضد باريس سان جيرمان، ستحرم الإسباني من نوع المواجهات التي يُفضِّلها، ولهذا تفصيل سنذكره لاحقًا.
ينظر ألونسو إلى كأس العالم للأندية على أنها أكثر من مجرد فرصة للفوز بلقب؛ إنها “خطوة تالية”، حيث يؤكد أن الفريق “ينمو” ويستخدم البطولة “لمواصلة التقدم” و”التعلم من” الأخطاء، مثل فقدان التركيز ضد دورتموند، وهذا يوضح رؤيته طويلة المدى ودور البطولة كمرحلة تحضيرية عالية المخاطر لتطبيق أفكاره.
مما يؤكد أن ألونسو سيستفيد من هذه المباراة بغض النظر عن نتيجتها، سواء كان ذلك من خلال دفعة هائلة للمشروع في حالة الفوز، أو من خلال ملاحظات قيمة للموسم الجديد في حالة الخسارة.
ثانيا، ومن وجهة نظر تكتيكية، يلعب باريس تحت قيادة لويس إنريكي بنظام 4-3-3 الذي يعرف ألونسو جيدا أنه يُعطل أساليبه في اختراق المساحات خلف الأظهرة، وبنظام ضغط سيحد من انطلاقات مبابي على الأطراف، وسيمنع الفريق من الاستحواذ على الكرة بهدوء، كما أن هناك ضغط شرس، وقوة بدنية هائلة، وألعاب مركبة ومعقدة.
ما يعني أن هذه القمة المرتقبة في نيوجيرسي، هي فصل جديد في صراع الأفكار، واختبار حقيقي لقدرة المدربين على التكيف والابتكار في ظل الظروف الصعبة والتحديات الكبيرة، الملعب هو من سيقرر في النهاية، ولكن الأكيد أننا سنشهد معركة تكتيكية ونفسية لا تُنسى.
الأرقام.. الأرقام مُفزعة
لم تكن رحلة الفريقين إلى نصف النهائي سهلة مطلقًا، بل كانت مليئة بالتحديات التي كشفت عن جوانب تكتيكية مهمة، ريال مدريد تأهل بعد فوز صعب ومثير على بوروسيا دورتموند بنتيجة 3-2، المباراة شهدت لحظات من التألق، خاصة مع عودة كيليان مبابي للتسجيل، لكنها كشفت أيضاً عن حاجة الفريق لمزيد من التركيز والاتساق التكتيكي، حيث اعترف ألونسو بأن الدقائق العشر الأخيرة كانت “جنونية” وفقد فيها الفريق “بعض الهيكل والكثافة” بعد أن كان مسيطرًا تمامًا حتى الدقيقة 80 على معظم جوانب اللعب.
على الجانب الآخر، حجز باريس سان جيرمان مكانه في نصف النهائي بفوز مستحق 2-0 على بايرن ميونخ، في مباراة أظهر فيها الفريق صلابة دفاعية وقدرة على استغلال الفرص الهجومية، رغم إنهاء المباراة بتسعة لاعبين فقط، هذا الفوز، الذي جاء بعد موسم استثنائي توج فيه باريس بدوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه، يؤكد جاهزية الفريق وقدرته على التكيف تحت الضغط، ويعكس الفلسفة الجماعية التي زرعها المدرب لويس إنريكي، أي أن كل فريق وصل إلى هذه المرحلة الحاسمة بطريقته، وبأرقامه:
جدول إحصائيات الأداء في كأس العالم للأندية (حتى نصف النهائي)
الفريق | المباريات | الأهداف المسجلة | xG | الأهداف المستقبلة | xGC |
ريال مدريد | 5 | 11 | 5.4 | 4 | 4.9 |
باريس سان جيرمان | 5 | 12 | 5.3 | 1 | 1.8 |
تكشف الأرقام مفارقةً تكتيكيةً صارخة: باريس سجّل أهدافًا أكثر (12) رغم تسجيله قيمة xG أقل (5.3) من ريال مدريد (11 هدفًا مقابل xG 5.4)، هذا يشير إلى أن هجوم باريس يتمتع بكفاءة استثنائية في تحويل الفرص إلى أهداف حيث يُنتج أهدافًا تفوق توقعات البيانات بنسبة 126%، بينما ريال مدريد يسجل بنسبة 104% فقط.
في المقابل، يبرز الدفاع الباريسي كحصن منيع: هدف واحد فقط مُستقبَل مقابل xGC 1.8، ما يعني أن حراسة المرمى والدفاع يتدخلان بذكاء لمنع التسديدات عالية الخطورة. ولكن؛ هذا يعني أيضًا أن العملية برمتها قد تكون غير مستدامة من قبل الطرفين، وقد ينهار أحدهما أمام الآخر إذا وقعت الواقعة، فمعنى أن تسجل تلك النسبة المرتفعة من الأهداف أمام تلك النسبة الضئيلة من الأهداف المتوقعة، هو أنك “محظوظ”، في أحسن الأحوال، الحظ موجود في كرة القدم، ولكن هل هو مستدام؟
ورغم تسجيل ريال مدريد 11 هدفًا، تُكشف بيانات الدفاع (4 أهداف مستقبلة مقابل xGC 4.9) عن توازن خطير بين الأداء والثغرات، قيمة xGC المرتفعة (4.9) تشير إلى أن الخصوم يخلقون فرصًا عالية الجودة ضد دفاعه، وقد نجحوا في تحويل 81% من هذه الفرص إلى أهداف، هذه نقطة ضعف قد يستغلها باريس الذي يمتلك هجومًا “قاسيًا” يسجل من كل فرصة كبيرة، خاصةً عبر الهجمات المرتدة السريعة.
ولسوء الحظ، الأرقام المباشرة للضغط (مثل PPDA، التمريرات التي يسمح بها الفريق للخصم في ثلثه الدفاعي قبل التدخل) والهجمات المرتدة ليست متاحة بسهولة في الإحصائيات المفتوحة للبطولة، ومع ذلك، من التحليلات التكتيكية المتوفرة، نعلم أن الضغط العالي والارتداد السريع عنصران حيويان في فلسفة كل من تشابي ألونسو ولويس إنريكي.
حيث أن إنريكي يعتمد بشكل كبير على الضغط العكسي المكثف بعد فقدان الكرة لاستعادة الاستحواذ، بالإضافة إلى بناء الهجمات من الخلف بخروج سلس بالكرة لكسر خطوط الضغط الأولى للخصم، وهذا يسمح لهم بالتحول السريع إلى الهجوم بعد استعادة الكرة، سواء عبر تمريرات قصيرة وسريعة أو تمريرات طولية للمساحات.
وتشابي ألونسو يركز على الضغط المنظم والمنسق عبر جميع خطوط الفريق، مع التركيز على قطع خطوط التمرير وإجبار الخصم على ارتكاب الأخطاء، بعد استعادة الكرة، يسعى ريال مدريد للتحول السريع من الدفاع للهجوم، مستغلاً سرعة لاعبين مثل كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور في المساحات خلف المدافعين.
كما أن غياب أرقام التصديات بشكل مفصل في البطولة يجعل من الصعب الحكم على مدى فعالية الخطوط الخلفية بشكل كمي، لكن الأرقام الدفاعية (xGC) تشير إلى أن باريس سان جيرمان لديه تفوق واضح في تقليل جودة فرص الخصوم، أما بخصوص الهجمات المرتدة، فالسرعة الهجومية لكلا الفريقين، خاصة مع وجود مبابي وفينيسيوس من جانب ريال مدريد، وثلاثي باريس الأمامي (كفاراتسخيليا، وباركولا، ودوي، أو حتى ديمبيلي)، ستجعل هذه المباراة مسرحًا للهجمات الخاطفة والتحولات السريعة.
الحبكة
رغم إعجاب ألونسو بمردود فريقه في المباراة أمام دورتموند، إلا أن العشر دقائق الأخيرة، قد تجعلانه يعيد التفكير في الكثير من الأمور، خاصة وأنهم، الفريق الأكثر طلبًا في البطولة برمتها، إذ ساهم وجود أسماء عالمية معروفة مثل كيليان مبابي وجود بيلينجهام وفينيسيوس جونيور في تعزيز جاذبية ريال مدريد، لعب ريال مدريد في أربع مدن مختلفة، ميامي (مرتين)، وشارلوت، وفيلادلفيا، والآن نيوجيرسي، وفي كل ملعب، تجاوز الحضور 60,000 متفرج.
وفي المباراة التي أقيمت على ملعب “ميتلايف”، بلغ عدد الحضور 76,611 متفرجًا، وهم النادي الوحيد في البطولة الذي سجل هذا النوع من الأرقام، وهم أكثر إثارة للإعجاب عندما نأخذ في الاعتبار أن أسعار التذاكر لمبارياتهم لم تنخفض بالطريقة التي رأيناها للفرق الأخرى، بما في ذلك تشيلسي وباريس سان جيرمان، الأمر الذي يجعل من الجمهور اللصيق، عامل ضغط آخر على أفكار السيد ألونسو.
أبرز تلك الأفكار هي وضع جود فالفيردي وفينيسيوس جونيور في المنظومة، حركية جونيور الدائمة تجعله عامل ارتكاز في الاحتفاظ بالكرة تحت الضغط وفي المساحات الضيقة، ولكنه أيضًا يجعل الأمور أصعب بالنسبة إليه عندما يواجه خصوما يتسمون بالتقارب الشديد في الخطوط أفقيا وعموديا، فلا يجد المساحة المناسبة لإيذاء الخصم بتمريراته أو مراوغاته، وربما لا يستطيع زملاؤه منحه تلك الحرية باستمرار، خاصة إذا ضغط المنافس على بيلينجهام وفالفيردي المنوط بهم الخروج بالكرة من الثلث الثاني.
عرض هذا المنشور على Instagram
لهذا يحاول الرجل دائمًا إيجاد السياقات المناسبة لفالفيردي كي يستغل قوته على أكمل وجه، فمثلا عندما يقوم جونيور بتوسيع رقعة الملعب على الأطراف، وإجبار الخصم على المناورة، والجميع يعلم أن أجنحة مدريد تتمتع بقدرات فنية عالية، ما يعني أن لديهم القدرة على لفت انتباه لاعب أو اثنين من الخصم على الأطراف، مما يجعل الفرصة سانحة لبيلينجهام للانطلاق في المساحة خلفهم، في الممرات الداخلية عادة، ليصبح لديه التفوق المركزي اللازم ولو لثوانٍ قليلة لاستقبال العرضية، وضرب المنشأة.
يركز ألونسو أيضًا على “الضغط المستمر” ويطالب لاعبيه، حتى النجوم مثل كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور، بزيادة معدلات عملهم بدون الكرة والمشاركة بقوة في استعادة الكرة فور فقدانها، هذا التوجه ليس مجرد تعديل تكتيكي، بل هو تغيير ثقافي يهدف إلى غرس ثقافة “الجوع” والنجاعة والانضباط، ألونسو يسعى لبناء فريق متوازن يمتلك كثافة أكبر، مع التأكيد على أن الفريق يجب أن يضغط إما بالكامل أو لا يضغط على الإطلاق، مما يعني أن اللاعبين يجب أن يفهموا أدوارهم في كل لحظة من خطة اللعب.
كما يبرز دور روديجير كعنصر محوري في خطة ألونسو المرنة، قدرته على التكيف واللعب في مراكز متعددة، سواء كقلب دفاع أو لاعب وسط دفاعي يتراجع إلى خط خماسي في الدفاع، تسمح للمدرب بتغيير شكل الفريق داخل المباراة لخلق تفوق عددي أو تعزيز الصلابة الدفاعية حسب الحاجة، هذه المرونة التكتيكية التي يوفرها الرجل هي أساس لتطبيق مطالب ألونسو المعقدة، خاصة في توفير “الاستقرار في المنتصف” الذي يسمح للأظهرة بالتقدم ودعم الهجوم بحرية أكبر.
ورغم أنَّ هذه التطبيقات قد لا تمثِّل النسخة النهائية من رؤيته التكتيكية، إلا أنَّ بصمات نظامه في باير ليفركوزن تتجلَّى بوضوح في ريال مدريد، فاستخدام الثلاثي الدفاعي ضد سالزبورج ويوفنتوس لم يكن سوى البداية، لكنَّ الأكثر إدهاشًا هو إحياؤه لفكرة “الجسور الجانبية” التي حوَّلَ بها الظهيرين إلى محور هجومي حاسم.
الأمر ليس صدفة: ففي ألمانيا، اعتمد ألونسو بشكلٍ أساسيٍّ على الثنائي جريمالدو وفريمبونج لخلقِ الهجمات القاتلة من الأطراف، وهذه المرّة، في نيويورك، يكرَّرَ الآلية ذاتها بذكاءٍ مطوَّر: ألكسندر أرنولد يندفعُ من العمق كظهيرٍ أيمنٍ “متنكّر”، مرراً كرة متقنة نحو فران جارسيا عند القائم البعيد، أو القائم العكسي، الظهير الأيسر الذي يسحوَّل التمريرة إلى هدف وبلمسة واحدة خاطفة، أرنولد يقطع ٤٠ ياردة بتمريرة واحدة، وجارسيا يُكمل بلمسة واحدة تُذكرنا بأفضل أهداف جريمالدو في البوندسليجا الموسم الماضي.
عرض هذا المنشور على Instagram
ولكن، هذا لا يعني أن أرنولد أصبح مندمجًا تماما مع الفريق، حيث أن ألونسو يختار الاعتماد على ثلاثة لاعبين في خط الدفاع، كما حدث ضد يوفنتوس، فسيجد أرنولد نفسه في مركز الظهير، وهو ما سيمثل نقلة نوعية تحتاج إلى بعض التمرين، خاصة وأن أرنولد ليس لاعبًا شموليًا، بمعنى أنه جيد جدًا في العرضيات والتمرير القطري، ولكنه على الطرف المقابل لديه مشاكل واضحة في مهاجمة المساحة أو حمل الكرة، وأي ضغط عليه يضعه في حيرة كبيرة، لأنه ببساطة، ليس جيدًا بما فيه الكفاية في المواجهات الفردية.
تفضيلات
تكتيكياً، يعتمد باريس سان جيرمان على تشكيل 4-3-3 كقاعدة، لكنه يتحول بشكل منهجي إلى هيكل 3-2-5 في مرحلة الاستحواذ، يتكون الخط الخلفي دائمًا من ثلاثة لاعبين، حيث ينضم لاعب ثالث (غالباً لاعب وسط مثل فيتينيا) إلى قلبي الدفاع باتشو وماركينيوس، وفي خط الوسط، يتحول الثلاثي إلى محور مزدوج في المرحلة الهجومية، حيث يتقدم أحدهما لمهاجمة أنصاف المساحات.
وفي الهجوم، يعمل ديمبيلي كمهاجم وهمي يتراجع لخلق تفوق عددي في خط الوسط، بينما يبقى الجناحان كفاراتسخيليا وباركولا واسعين على خط التماس لتمديد دفاع الخصم، الظهير الأيمن حكيمي يقوم بركضات متداخلة وعميقة، إما في نصف المساحة اليمنى أو يبقى واسعًا ليسمح للجناح بالدخول للعمق، هذا التنوع في الحركة والتبادل المستمر للمراكز يجعل من الصعب على الخصوم مراقبة لاعبي باريس سان جيرمان، وهنا يأتي موعد إجابة السؤال السابق: كيف سيحرم باريس الإسباني من نوع المواجهات التي يُفضِّلها؟
في رده على هذا السؤال، قسم الكاتب والمحلل الرياضي صابر محمد، في تصريحات خاصة لـ 365Scores، الأمر إلى أربعة عناصر رئيسية:
- إنريكي يُفضل الملعب الواسع ولا يتخلَّى عن هذه الاستراتيجية أبدًا، بغضِّ النظر عن أي rotations، فهو يصرُّ دائمًا على وجود جناحين موسِّعين للملعب، لتأثيرهم الحاسم على تمدُّد خطِّ الدفاع الخصم، وبالتالي خلق مساحاتٍ للاعبين المتحرِّكين، خاصةً مع اعتماده دائمًا على جناحَين سريعين، باستثناء الثلث الأخير من الملعب طبعًا، حيث يبدأ تضييق المساحات طبيعيًا للتوجُّه نحو المرمى، أو لاستخدام الجناح العكسي، وذلك كلُّه ضمن هيكليته التكتيكية الثابتة.
- بشكلٍ عام، يُظهر باريس سان جيرمان منذ بداية الموسم ديناميكيةً عالية، حيث كثّف اعتماده على لاعبي الوسط مثل فابيان رويز، في تنفيذ اختراقات عميقة خلف ظهر المدافعين عند توجيه الكرة نحو الأطراف، ولاسيما أنه يتحرك دائمًا من النقطة العمياء للخصوم (المنطقة الخفية عن الرؤية المباشرة)، خصوصًا عند ارتداد الكرة للخلف، إذ يُواجه هذا الارتداد بتحركات اختراقية، خاصة من رويز عند استلامه الكرة في العمق، مما يعكس تطوُّرًا تكتيكيًّا ملحوظًا في أنماط التحرك. اللافت أن هذه الآلية ذكية، بحيث تُمكن لاعب بطئ مثل رويز من الوصول إلى مناطق الخطر بشكلٍ متكرر.
- المرونة في تبادل المراكز، حيث تُشاهد أحيانًا ديمبلي في المحور الخارجي، ثم فجأةً في مركز رقم 8، أو حكيمي في الجناح بينما فيتينيا يشغل المساحات الداخلية، كما أن التبديل الدوري لمراكز لاعبي الوسط (خاصةً المحوريين) يشبه حركة عقارب الساعة الدائرة، مما يُربك الخصوم، خاصةً في حالات المراقبة الفردية، بسبب صعوبة تتبع تحركاتهم المتداخلة.
- على صعيد الهجمات المرتدة، يُعدُّ باريس سان جيرمان الأفضل عالميًّا في هذا المجال، فهو فريقٌ لا تحب الاستحواذ أمامه لأن مرتداته قاتلة فعلًا، وقد تكون هذه أبرز نقاط قوته التي ستُعطِّل خطة ألونسو، إذ إن مرتدات باريس ستدفعه إلى التفكير مئةَ مرّةٍ قبل تنفيذِ ما يُجيده. خاصة وأن باريس يمتلك أسرعَ ثلاثيٍ في العالم، بحيث تُنفَّذ جميع تحركاته بسرعةٍ خاطفة، وإيقاع جنوني.
س: وكيف سيفكر تشابي ألونسو في تلك النقاط؟
صابر: “سيفكر ألونسو في المباراة بمنهجية اعتيادية، إذ شهدنا في مواجهة دورتموند بدءَ تطبيق خُطته المرجوّة بدقة خاصة من ناحية التركيز المكثّف على قلب الملعب، حتى الجناحان (فينيسيوس وفالفيردي) كانا يتجهان نحو قلب الملعب، لأنّ فلسفة ألونسو تعتمد بالأساس على الاكتظاظ العددي داخل الملعب، وتقليص المسافات بين اللاعبين، وذلك لخلق بيئة مثالية لـ تمريرات قصيرة سريعة (Short-pass game)، مع ضغطٍ فوريٍ من اللاعبين على الخضم، لماذا؟ لأنّ تقصير المسافات.
- يُسرّع حركة الكرة.
- يُصعّب على الخصم انتزاعها (بلمسةٍ أو لمستين تُمرِّر الكرة لزميلٍ يستعيدها فورًا أو يُحوّلها لثالث).
- يُجبر المنافس على التضييق عليك (لأنّ هيكلك مُتمركز في مساحة ضيقة)، فيضيق ملعبه تلقائيًا.
هذا التضييق يُفقد باريس ميزةَ الهجمات المرتدة، التي تتطلّب هيكلَ هجومٍ مرتّبًا (Rest Attack Structure). فاستراتيجية ألونسو تُفسد هذا الهيكل بإجبار الخصم على ضغط خطوطه هو الآخر، وثانيًا، لو اتّخذ باريس موقفًا دفاعيًا منتظرًا أخطاءَ ريال مدريد، فإنّ تقارب مسافات لاعبي الريال، وتمريرهم الكرة فيما بينهم أمامك مباشرة، سيستفزّك للضغط عليهم، مما يُدخلك في حلقة مفرغة من الضغط غير المجدي.
عرض هذا المنشور على Instagram
النتيجة؟ إفساد لعبة باريس بالكامل، خاصة وأن ريال مدريد ينتظر هذا الضغط لتفعيل مثلثات ومربعات التمرير، ثمّ الانقضاض على المرمى من خلال اختراق قلب الملعب، أو من خلال تمرير الكرة على الأطراف تجاه أرنولد، وفي مساحات ظهرت بالأساس كنتيجة مباشرة لتضييق الملعب وإجبار الخصم على ضم خطوطه، وبالتالي هذا هو الشكل المنطقي لألونسو، أن يضمن أكبر قدر من التمرير القصير في منتصف الملعب، مع محاولة فرض سيطرته لإجبار باريس على تضييق ملعبهم للضغط ثم لحماية أنفسهم من الاختراق.
س: هل توجد أي مؤشرات على أن ريال مدريد قد يترك لباريس الكرة ويلعب هو على المرتدات؟
صابر: برأيي، لا أعتقد ذلك إطلاقًا، لأن تغيير الفلسفة سيُرسل رسالةً سلبيةً للاعبين، خاصةً وأنه مدربُ نادٍ بحجم ريال مدريد، بل على العكس، أرى أن هذه البطولة فرصةٌ ثمينةٌ يجب استغلالها بأقصى شكلٍ لـتكريس منهجية لعبه في أذهان اللاعبين، طريقة التمركز، وأنماط التحرك، وغيرها، ثانيًا، وهو الأهم، لا يُغيّر أي مدربٍ فلسفته لمجرد مباراةٍ واحدة، فهذا يُوحي بعدم الثقة بمنهجه، مما يُضعف ثقةَ اللاعبين به، في النهاية، هذه الفلسفة هي رؤية ألونسو لكرة القدم، وعليه أن يدافع عنها ويشرحها للاعبين؛ كي يتبنوها، ويحققوا الانتصارات من خلالها.
مواجهة الأضداد
حسنًا، نسينا أن نقل لك شيئًا هاما للغاية: ستشهد المباراة أيضًا مواجهات فردية مثيرة وحاسمة، خاصة على أطراف الملعب، حيث يعتمد كلا المدربين على الأجنحة والأظهرة لخلق العمق والتهديد الهجومي، في ريال مدريد، سيعتمد ألونسو على تقدم الأظهرة مثل فران جارسيا وترينت ألكسندر أرنولد لدعم الهجوم وخلق العرضيات، مستفيدًا من حرية الحركة التي يوفرها استقرار تشواميني في المنتصف.
عرض هذا المنشور على Instagram
ألونسو أصلًا يرى أن جارسيا وأرنولد يمتلكان “صفات هجومية” ويجب أن يكونا “عاليين، وقريبين من خط التماس” لدعم الهجوم، أما في الثلث الأخير من الملعب، سيشكل فينيسيوس جونيور، بسرعته ومهاراته الفردية، تهديدًا مستمرًا على الجناح الأيسر، بينما يمكن أن يلعب أردا جولر دور صانع الألعاب المتأخر، مستفيداً من قدرته على التمرير وخلق الفرص، كما يمكن أن يسعى ألونسو لاستغلال قدرة فينيسيوس على جذب المدافعين تجاهه، لخلق مساحات أكبر لزملائه.
أما باريس سان جيرمان، فسيعتمد على أشرف حكيمي ونونو مينديز في الأظهرة لدعم الهجمات بتقدمهما السريع والقيام بالركضات المتداخلة (overlapping runs)، حكيمي، على وجه الخصوص، يمتلك حرية تكتيكية كبيرة للتحرك داخل الملعب وخلق المساحات، حتى بالتحرك من اليمين إلى اليسار في بعض الأحيان.
وأيضًا سيشكل الثلاثي الهجومي بقيادة كفاراتسخيليا، باركولا، ودويه تهديدًا بسرعتهم وقدرتهم على التحولات السريعة، مما قد يفكك دفاع ريال مدريد، إنريكي يركز على “المرونة” و”شغل المساحات الفارغة” من خلال تبادل الأدوار بين اللاعبين، مما يجعل من الصعب على الخصوم التكهن بتحركاتهم، هذه المواجهات على الأطراف ستكون حاسمة في خلق الفرص الهجومية وتفكيك التنظيم الدفاعي للخصم، مما سيخلق مواجهات فردية مثيرة على الأطراف، ولكن، وبرغم كل ذلك ستكون هناك مواجهة أخرى سيشار إليها بالبنان.
عرض هذا المنشور على Instagram
تتصدر مواجهة كيليان مبابي لفريقه السابق باريس سان جيرمان عناوين الصحف هذه المرة، وهي ليست مجرد مباراة عادية بين لاعب وفريقه السابق؛ إنها مواجهة مشحونة بالعواطف والرمزية. بالنسبة لمبابي، هي فرصة لتأكيد صحة قراره بالانتقال إلى ريال مدريد وإثبات تفوقه الفردي بعد أن فاز باريس سان جيرمان بدوري أبطال أوروبا بدونه.
خاصة وأن رحيل مبابي كان مثيرًا للجدل، حيث تضمن نزاعات قانونية حول رواتب ومكافآت غير مدفوعة، على الرغم من سحب قضايا التحرش مؤخرًا، على الجانب الآخر، يرى لويس إنريكي وباريس سان جيرمان هذه المباراة فرصة لتأكيد انتصار فلسفتهم الجماعية التي تضع “النظام أولاً” على حساب النجومية الفردية.
تكتيكياً، سيواجه مبابي تحدياً كبيراً، حيث يطالبه ألونسو بزيادة معدل عمله الدفاعي والمشاركة في الضغط العالي “فوراً بعد فقدان الكرة”، وهو ما يمثل تغييراً عن دوره السابق في باريس، قدرة مبابي على التكيف مع هذه المطالب الجديدة، خاصة في ظل عدم جاهزيته بنسبة 100% بعد وعكة صحية، ستكون حاسمة.
في المقابل، سيعتمد دفاع باريس سان جيرمان، بقيادة ماركينيوس، على التنظيم الجماعي والضغط المنسق لإغلاق المساحات أمام مبابي، ومنعه من استغلال سرعتهم في التحولات، هذا التركيز على إغلاق “القنوات الخمس” الهجومية التي يعتمد عليها باريس سان جيرمان في الاستحواذ، سيجعل من مهمة مبابي وفينيسيوس أكثر صعوبة، نعم؛ فهذه المواجهة ستكون اختباراً حقيقياً لمدى قدرة الموهبة الفردية على اختراق النظام الجماعي.
عرض هذا المنشور على Instagram
وبغض النظر عن النتيجة، فإن هذه المباراة تمثل نقطة تحول مهمة لكلا المشروعين، مأدبة وجودية لِكرةِ القدمِ نفسِها: ريال مدريد يَحملُ مشروعَ ألونسو كـ”خطوةٍ تاليةٍ” لاختراقِ حدودِ الموهبةِ الفرديةِ نحوَ نظامٍ جامعٍ، بينما باريس يُحوِّلُ فلسفةَ “النظامِ أولا” إلى بيانٍ يَسحقُ أسطورةَ النجمِ الأوحدِ، في نيوجيرسي، سيُقدَّم لنا الفريقان عشاءً دسمًا مِن التناقضاتٍ، والجماهيرُ التي تدفعُ أغلى التذاكرِ ستشهدُ معركة بين من يريد تحويل الكرة إلى فن يتجاوز النتيجة، ومن يصنعُ منها سلاحًا لكتابة التاريخِ.
بالنسبة لتشابي ألونسو، الفوز سيكون دفعة هائلة لمشروعه الوليد في ريال مدريد، مؤكدًا قدرته على قيادة الفريق نحو الألقاب الكبرى في وقت مبكر من مسيرته، أما الخسارة، فستوفر له ملاحظات قيمة حول نقاط الضعف التي يجب معالجتها للموسم الجديد، مما يجعله “كسبان حتى لو خسر الماتش” من منظور بناء الفريق، ولذلك فألونسو يرى البطولة كفرصة “لمواصلة النمو” و”التعلم” من الأخطاء.
أما بالنسبة للويس إنريكي وباريس سان جيرمان، فالفوز سيؤكد مرة أخرى على نجاح فلسفة “النظام أولاً” وتفوقها على الاعتماد على مهارات النجوم وحدها، خاصة بعد فوزهم بدوري أبطال أوروبا بدون مبابي، إنها فرصة لباريس لتأكيد مكانته كقوة كروية مهيمنة قادرة على كتابة تاريخها الخاص، إنريكي جاء إلى باريس “ليفوز”، وهذه المباراة يمكن اعتبارها الخط الفاصل بين حقبة وأخرى، بين الحالمين والمنجزين.
ورغمَ كلِّ التحليلاتِ والأرقامِ “المُفزِعةِ”، تبقى الحقيقة الأعمق: كرة القدم تُنتصرُ دائمًا، سواءٌ انقلبَ ألونسو على نفسه تحت عاصفة أفكاره، أو نجحَ إنريكي في تسخيرِ “الآلةِ الباريسيةِ”، فالشغفُ الذي يَصنعُه فينيسيوسُ وهو يمرُّ مِن بينِ ثلاثة، أو ذلكَ الهدفُ الذي يَخلعُ قلبَ الملعبِ بلمسة أولى، سيبقى هوَ الضيفُ الأبدي على المائدة، ستنتهي المباراةُ، لكنَّ اللحظة التي تصنع الأساطير، حين ينسى الجمهورُ القلقَ ويذوبُ في متعةِ اللعبةِ، هي التي ستُثبِتُ أنَّ الملعب مجرد ذريعةٍ للقاء التائهين على مائدةِ الجمالِ.
في الكورة :
ريال مدريد ضد باريس .. ألونسو لن يخسر مهما كانت النتيجة
في الكورة :
ريال مدريد ضد باريس .. ألونسو لن يخسر مهما كانت النتيجة
ريال مدريد ضد باريس .. ألونسو لن يخسر مهما كانت النتيجة #ريال #مدريد #ضد #باريس #ألونسو #لن #يخسر #مهما #كانت #النتيجة