التخطي إلى المحتوى

لماذا لا يفوز أشرف حكيمي بالكرة الذهبية؟ #لماذا #لا #يفوز #أشرف #حكيمي #بالكرة #الذهبية

في الكورة :
لماذا لا يفوز أشرف حكيمي بالكرة الذهبية؟

في الكورة : 
			لماذا لا يفوز أشرف حكيمي بالكرة الذهبية؟
في الكورة :
لماذا لا يفوز أشرف حكيمي بالكرة الذهبية؟


في الكورة :
لماذا لا يفوز أشرف حكيمي بالكرة الذهبية؟

في عالم كرة القدم الحديث، حيث تتجه الأنظار ويبرز الأساطير في الثلث الأخير من الملعب، يبرز اسم النجم المغربي أشرف حكيمي كظاهرة فريدة تفعل ما عجزت عنه الغالبية العظمى من المدافعين عبر التاريخ. هو ليس فقط ظهير أيمن متألق، بل تحول خلال موسم 2024-2025 إلى مرشح حقيقي لأفضل جائزة فردية في كرة القدم: الكرة الذهبية. مدفوعًا بموسم استثنائي وتاريخي مع ناديه باريس سان جيرمان الفرنسي، يقف اللاعب المغربي على أعتاب إنجاز قد يمثل لحظة فارقة لكرة القدم العربية والإفريقية.

يطرح هذا التألق سؤالًا محوريًا: هل يمكن لمدافع، مهما بلغت مساهماته الهجومية من استثناء، أن يكسر الهيمنة شبه المطلقة للمهاجمين وصانعي الألعاب على الكرة الذهبية في عصرها الحديث؟ وهل يمكن للاعب عربي إفريقي أن يصل إلى قمة لم يبلغها سوى الأسطورة الليبيرية جورج ويا في عام 1995، ليصبح بذلك ثاني لاعب فقط من القارة السمراء يحقق هذا المجد؟.  


للإجابة على هذا السؤال، يتطلب الأمر تجاوز السرد الإخباري السطحي والغوص في تحليل معمق متعدد الأبعاد. سيبني هذا التقرير حجته بشكل منهجي ومنطقي، بدءاً بتحليل المنصة التي أطلقته نحو النجومية، وهي النجاحات الجماعية غير المسبوقة لفريقه، كشرط أساسي لا غنى عنه. ثم ينتقل إلى تشريح دقيق لأدائه الفردي، عبر تفكيك أرقامه الهجومية والدفاعية والبدنية، لفهم كيف أعاد صياغة مفهوم الظهير العصري. وأخيراً، سيستعرض التقرير السردية التاريخية والثقافية لهذا الإنجاز المحتمل، وما يمثله من رمزية تتجاوز حدود المستطيل الأخضر. هي رحلة تحليلية لكشف ما إذا كانت أقدام أشرف حكيمي السريعة قد حملته بالفعل إلى عتبة التاريخ الذهبي.

المنصة الذهبية – ثلاثية باريس سان جيرمان كشرط أساسي

لا يمكن لأي لاعب، مهما بلغت عبقريته الفردية، أن ينافس بجدية على جائزة الكرة الذهبية دون أن يكون مدعومًا بسجل حافل من الإنجازات الجماعية مع فريقه. في موسم 2024-2025، لم يكتفِ باريس سان جيرمان بتوفير هذا الدعم لحكيمي، بل بنى له منصة من ذهب خالص، تمثلت في ثلاثية تاريخية غير مسبوقة في تاريخ النادي، شكلت العامل الأول والحاسم في وضع اسمه ضمن نخبة المرشحين، حيث حقق النادي لقب الدوري الفرنسي وكأس فرنسا وأخيرًا اللقب الأغلى، دوري أبطال أوروبا.

أشرف حكيمي - باريس سان جيرمان - دوري أبطال أوروبا
أشرف حكيمي – باريس سان جيرمان – دوري أبطال أوروبا
(المصدر: Gettyimages)

التحول التكتيكي: ولادة فريق جماعي بعد رحيل النجم الأوحد

شهد صيف 2024 لحظة فارقة في تاريخ باريس سان جيرمان الحديث، تمثلت في رحيل النجم كيليان مبابي إلى ريال مدريد الإسباني. هذا الحدث، الذي نظر إليه الكثيرون في البداية على أنه ضربة قاصمة لمشروع النادي، تبين لاحقاً أنه كان بمثابة نقطة تحول إيجابية للفريق. فقد حرر هذا الرحيل المدرب الإسباني لويس إنريكي من قيود الاعتماد على النجم الفردي الأوحد، وسمح له بتطبيق فلسفته الكروية بشكل كامل، محولًا الفريق إلى قوة جماعية متماسكة ومنظومة تكتيكية متكاملة لا تعتمد على لاعب واحد.  

في هذا النهج التكتيكي، لم يعد الأظهرة مجرد لاعبين على الخط، بل تحولوا إلى أسلحة هجومية محورية، وهو ما وفر البيئة المثالية لأشرف حكيمي لإطلاق العنان لكامل إمكاناته. بشكل غير مباشر، كان رحيل المهاجم الأبرز في العالم هو الشرارة التي أدت إلى توفير الظروف التكتيكية التي سمحت لمدافع مثل حكيمي بالتحول إلى مرشح للكرة الذهبية.

حصد الألقاب: معيار لا غنى عنه في سباق المجد

كان موسم 2024-2025 هو الموسم الأكثر نجاحًا في تاريخ باريس سان جيرمان على الإطلاق، حيث نجح الفريق تحت قيادة إنريكي في تحقيق إنجازات استثنائية على كافة الأصعدة، مما وفر لحكيمي وزملائه الحجة الأقوى في سباق الجوائز الفردية.

الثلاثية التاريخية: لأول مرة في تاريخه، تمكن النادي الباريسي من الجمع بين الألقاب الثلاثة الكبرى في موسم واحد: الدوري الفرنسي، كأس فرنسا، واللقب الأغلى والأهم، دوري أبطال أوروبا. هذا الإنجاز، الذي سبق وحققته قلة من الأندية الأوروبية، يضع لاعبي الفريق الباريسي تلقائياً في قلب النقاش حول الكرة الذهبية، فالفوز بلقب دوري الأبطال على وجه الخصوص يمثل مفتاح الكرة الذهبية، فبدونه، كان أداء حكيمي المذهل سيبقى مجرد إحصائيات رائعة، لكن مع التتويج الأوروبي، أصبحت هذه الإحصائيات جزءًا لا يتجزأ من قصة بطولية تاريخية، وهو عنصر نفسي بالغ الأهمية لدى المصوتين.  

النجاح في كأس العالم للأندية 2025: لم يقتصر التألق على الساحة الأوروبية والمحلية، بل امتد ليشمل بطولة العالم الجديدة للأندية. قدم باريس سان جيرمان أداءً قويًا في البطولة التي أقيمت بالولايات المتحدة، حيث تصدر مجموعته وتأهل إلى الأدوار الإقصائية. كان الفوز في ربع النهائي على بايرن ميونخ بنتيجة 2-0 بمثابة رسالة قوية، حيث أثبت الفريق الفرنسي تفوقه على أحد عمالقة أوروبا. هذا النجاح في بطولة عالمية مرموقة يضيف بعداً آخر لسجل حكيمي وفريقه، ويعزز من ملف ترشيحه للفوز بالكرة الذهبية.  

أشرف حكيمي
أشرف حكيمي

في المحصلة، وفرت الإنجازات الجماعية لباريس سان جيرمان في موسم 2024-2025 الأرضية الصلبة التي لا يمكن بدونها التفكير في المنافسة على الكرة الذهبية، فهذه الألقاب، وخاصة التتويج الأوروبي التاريخي، هي التي حولت أداء حكيمي الفردي من مجرد أرقام مميزة إلى فصول في ملحمة كروية خالدة.

أداء حكيمي في موسم 2024-2025 – الظهير الذي أعاد تعريف مركزه

إذا كانت الألقاب الجماعية هي المنصة، فإن الأداء الفردي الاستثنائي هو الصاروخ الذي ينطلق منها. قدم أشرف حكيمي في موسم 2024-2025 ما يمكن وصفه بأفضل مواسمه على الإطلاق، موسماً لم يكتفِ فيه بالتألق، بل أعاد من خلاله تعريف ما يمكن أن يقدمه لاعب في مركز الظهير الأيمن.

الجانب الهجومي: أرقام مهاجم في جسد مدافع

كانت السمة الأبرز في موسم حكيمي هي غزارته الهجومية التي تجاوزت كل التوقعات، فهو لم يعد مجرد ظهير مساند، بل تحول إلى سلاح هجومي فتاك، بأرقام وإحصائيات تضعه في مصاف الأجنحة وصانعي الألعاب.

البطولة عدد المباريات عدد الأهداف عدد التمريرات الحاسمة إجمالي المساهمات التهديفية
الدوري الفرنسي 25 4 8 12
دوري أبطال أوروبا 17 4 5 9
كأس فرنسا 5 1 1 2
كأس العالم للأندية*
لم تنتهي
5 2 1 3
كأس السوبر الفرنسي 1 0 0 0
الإجمالي 53 11 15 26

حصيلة تهديفية تاريخية: كسر حكيمي جميع أرقامه الشخصية السابقة، حيث وصل إلى مساهمته التهديفية رقم 26 في الموسم عبر جميع المسابقات، متجاوزاً أفضل مواسمه مع بوروسيا دورتموند (19 مساهمة). تشير الأرقام إلى أنه المدافع الأكثر مساهمة تهديفية في الدوريات الأوروبية الكبرى بفارق كبير عن أقرب منافسيه.  

التأثير في جميع البطولات: لم يكن هذا التألق محصوراً في بطولة واحدة، بل كان شاملاً كل البطولات الكبرى التي شارك بها الظهير الأيمن المغربي.

ما وراء الأرقام – تحليل البيانات المتقدمة

الأرقام التقليدية وحدها لا تروي القصة كاملة، فالبيانات المتقدمة تكشف عن جودة هذه المساهمات وعن الدور الحقيقي الذي يلعبه حكيمي:

الإحصائية القيمة
الاهداف المتوقعة في الدوري الفرنسي 2.9
الأهداف الفعلية 4
التمريرات الحاسمة المتوقعة 6.2
التمريرات الحاسمة الفعلية 8
حركات تؤدي إلى تسديدة كل 90 دقيقة 4.53
حركات تؤدي إلى هدف كل 90 دقيقة 0.48

جودة الإنهاء الفائقة: في الدوري الفرنسي، سجل حكيمي 4 أهداف من إجمالي أهداف متوقعة يبلغ 2.9. هذا الفارق الإيجابي (+1.1) يعني أنه حول الفرص الصعبة إلى أهداف، مما يدل على جودة إنهاء عالية لا يمتلكها عادةً المدافعون.

صانع لعب من الطراز الرفيع: بلغت التمريرات الحاسمة المتوقعة لديه 6.2، وهو رقم يضعه في فئة أفضل صانعي اللعب في أوروبا. هذا يثبت أنه لا يصنع الفرص بالصدفة، بل بشكل ممنهج ومتوقع، حيث إن هذا الرقم يقيس جودة الفرص التي صنعها حكيمي لزملائه.

محرك خلق الفرص: يمتلك أشرف حكيمي معدل 4.53 حركات تؤدي إلى تسديدة كل 90 دقيقة، و 0.48 حركات تؤدي إلى هدف كل 90 دقيقة، هذه الأرقام تؤكد أنه محرك رئيسي للعديد من هجمات باريس سان جيرمان، وسلاح هجومي لا غني عنه للفريق.  

الذكاء التكتيكي: لم تكن هذه الأرقام وليدة الاندفاع العشوائي، فقد أظهر حكيمي نضجاً تكتيكياً كبيراً تحت قيادة لويس إنريكي، حيث تميز بقدرته على التحرك بذكاء إلى عمق الملعب لاستلام الكرة، تاركاً المساحة على الخط لزملائه، ثم يكمل هو التوغل داخل منطقة الجزاء كمهاجم ثانٍ، وهو تكتيك أربك دفاعات الخصوم مراراً وتكراراً.  

أشرف حكيمي
أشرف حكيمي – منتخب المغرب (تصوير عمر الناصري)

ترشيح حكيمي للكرة الذهبية لا يستند فقط إلى كونه أفضل مدافع، بل إلى كونه لاعبًا متنوعًا يمثل التطور في كرة القدم الحديثة، ويعيد تعريف ما يمكن أن يقدمه لاعب في مركزه، وهذا بحد ذاته إنجاز يستحق التقدير.

الجانب الدفاعي: الصلابة والتوازن المطلوب

لا يمكن لأي مدافع أن ينافس على الجوائز الكبرى بالهجوم وحده. الجزء الذي يكمل صورة حكيمي كلاعب متكامل هو التطور الملحوظ في أدائه الدفاعي، والذي شهد توازناً ونضجاً كبيرين هذا الموسم.

أرقام دفاعية صلبة:

الإحصائية القيمة
التدخلات الناجحة 48
اعتراض الكرة 31
التصدي لتمريرات المنافس 23

تشير إحصائيات أشرف حكيمي في موسم 2024-2025 في الدوري الفرنسي عن مساهمات دفاعية قوية. حقق حكيمي 48 تدخلاً ناجحاً و 31 اعتراضاً للكرة. مجموع التدخلات والاعتراضات بلغ 79، وهو رقم جيد يعكس حضوره الدفاعي طوال الموسم. كما قام بـ23 تصدي لتمريرات الخصم، مما يظهر قراءته الجيدة للعب.  

قراءة موضوعية للأرقام: من المهم الإشارة إلى أن إحصائيات أشرف حكيمي الدفاعية، عند مقارنتها بأقرانه عالمياً، تضعه في مراكز جيدة جداً ولكنها ليست في قمة النخبة، فعلى سبيل المثال، يقع حكيمي في الشريحة المئوية الـ 57 في التدخلات والـ 74 في الاعتراضات، لكن هذا لا يمثل نقطة ضعف، بل يؤكد هويته كلاعب حديث. هو ليس مدافعاً من الطراز القديم مهمته الأساسية هي المهام الدفاعية فقط، بل هو ظهير عصري متكامل، يساهم بشكل فعال في كل مراحل اللعب، وصلابته الدفاعية كافية لتمكين مساهماته الهجومية الجبارة دون أن يكون ثغرة في فريقه.  

الجانب البدني: السرعة الفائقة والتحمل الاستثنائي

يشكل البعد البدني الركيزة الثالثة التي يقوم عليها تفوق حكيمي، حيث يمتلك مزيجاً نادراً من السرعة الخارقة والقدرة على التحمل التي تمكنه من تطبيق أسلوب لعبه كثيف الحركة على مدار 90 دقيقة.

الرجل الأسرع في أوروبا: الأرقام لا تكذب. تم تسجيل سرعة قصوى لحكيمي بلغت 36.92 كيلومتر في الساعة خلال نسخة دوري أبطال أوروبا لموسم 2024-2025، مما يجعله رسمياً أسرع لاعب في البطولة، متفوقاً على أسماء معروفة بسرعتها مثل ألفونسو ديفيز كيليان مبابي وكايل والكر. هذه السرعة ليست مجرد ميزة شكلية، بل هي سلاح تكتيكي حاسم، يمكنه من القيام بالتحولات من الدفاع إلى الهجوم في لمح البصر، والعودة لتغطية المساحات خلفه بنفس السرعة، مما يجعله كابوساً للأجنحة المنافسة.  

محرك لا يهدأ: إلى جانب السرعة، يتمتع حكيمي بقدرة تحمل استثنائية، فقد كان من بين أكثر اللاعبين مشاركة في دقائق اللعب في فريقه، حيث لعب 1540 دقيقة في دوري أبطال أوروبا وحده، ليحتل المركز الثاني خلف زميله ويليان باتشو. هذا الحضور الدائم على أرض الملعب، رغم الجدول المزدحم والموسم الماراثوني، يدل على جاهزية بدنية من الطراز الرفيع.  

المغرب ضد البنين
أشرف حكيمي – منتخب المغرب (تصوير عمر الناصري)

“الرحالة الذي لا يكل”: سلطت صحيفة “ليكيب” الفرنسية الضوء على رقم مذهل آخر، وهو أن حكيمي قطع أكثر من 66 ألف كيلومتر جواً خلال الموسم بين مباريات النادي والمنتخب. هذه المسافات الهائلة، مقترنة بالأداء العالي المستمر، ترسم صورة للاعب يمتلك بنية جسدية وقدرة على التعافي تجعله قادراً على المنافسة على أعلى مستوى دون انقطاع.

في خلاصة هذه الجوانب، يظهر أشرف حكيمي كنموذج مثالي للاعب كرة القدم الحديث. فهو يجمع بين الإنتاجية الهجومية للمهاجم، والصلابة الدفاعية للمدافع، والنضج التكتيكي، والسرعة الفائقة. هذا المزيج النادر هو ما يجعله حالة فريدة، وهو جوهر الحجة التي تدفعه إلى قمة المرشحين للكرة الذهبية.

التحديات والعقبات في الطريق إلى المجد

رغم كل هذه العوامل الإيجابية، فإن طريق حكيمي نحو الكرة الذهبية ليس مفروشاً بالورود، ويواجه ثلاث عقبات رئيسية:

المنافسة الداخلية الشرسة: ربما يكون التحدي الأكبر هو وجود مرشحين أقوياء من نفس الفريق. الفرنسي عثمان ديمبلي، الذي قدم موسماً تهديفيًا استثنائيًا وتصدر قائمة هدافي الفريق، يعتبره الكثيرون المرشح الأول من باريس سان جيرمان، خاصة وأن الجائزة تميل تاريخياً نحو المهاجمين.

العقبة الأكبر هي أن هذا الانقسام في الأصوات داخل نفس الفريق قد يضعف من فرص كليهما في الفوز.  

التحيز التاريخي ضد المدافعين: تاريخ الكرة الذهبية يظهر تحيزاً واضحاً لصالح المهاجمين وصانعي الألعاب. آخر مدافع فاز بالجائزة كان الإيطالي فابيو كانافارو في عام 2006، وكان ذلك بعد قيادته لمنتخب بلاده للفوز بكأس العالم. فوز مدافع بالجائزة هو استثناء نادر جداً يتطلب إنجازاً تاريخياً وسردية لا تقبل الجدال، وهو ما قد يشكل عائقًا نفسيًا لدى المصوتين.

في المحصلة، معركة حكيمي هي معركة سردية ضد التقليد. التقليد الراسخ يقول إن الكرة الذهبية تذهب للاعب الأكثر بريقًا هجوميًا أو الهداف الأبرز في الفريق الفائز. لكن سردية حكيمي البديلة تقول: إن الجائزة يجب أن تذهب للاعب الأكثر تأثيراً وتكاملاً، الذي أعاد تعريف مركزه وقاد فريقه لإنجاز تاريخي. فوز حكيمي بالجائزة يعتمد بشكل كبير على قدرة المحللين والمصوتين على تبني هذه السردية الجديدة والمختلفة، وتجاوز التفكير التقليدي.

حلم عربي على أرض الواقع – الأهمية التاريخية

فوز أشرف حكيمي بالجائزة، إن تحقق، لن يكون مجرد إضافة اسم جديد إلى قائمة الفائزين. سيكون حدثاً رمزياً هائلاً يحمل دلالات متعددة:

إنجاز عربي وإفريقي غير مسبوق: سيصبح حكيمي أول لاعب عربي في التاريخ، وأول لاعب من منطقة شمال إفريقيا، يفوز بالجائزة. كما سيصبح ثاني لاعب إفريقي فقط يحقق هذا المجد. هذا الإنجاز سيكسر سقفًا زجاجيًا ظل قائمًا لعقود، وسيفتح الباب أمام أجيال قادمة من المواهب لتحلم بالوصول إلى نفس المكانة.

تتويج للكرة المغربية: سيأتي هذا الفوز كتتويج للنهضة الكبيرة التي تعيشها كرة القدم المغربية، والتي وصلت إلى ذروتها بالإنجاز التاريخي للمنتخب الوطني في كأس العالم 2022، عندما تأهل إلى نصف النهائي، وحقق المركز الرابع في البطولة. فوز حكيمي سيعزز من مكانة المغرب كقوة كروية عالمية قادرة على إنتاج لاعبين من الطراز الرفيع ينافسون على أعلى الجوائز.

منتخب المغرب - أشرف حكيمي
أشرف حكيمي – منتخب المغرب (تصوير عمر الناصري)

تغيير السردية العالمية: الجوائز الرياضية الكبرى ليست مجرد اعتراف بالأداء، بل هي أيضاً انعكاس لموازين القوى الإعلامية في الرياضة، ففوز لاعب من خارج المراكز التقليدية للقوة (أوروبا وأمريكا الجنوبية) سيجبر الإعلام العالمي والمصوتين على توسيع آفاقهم، والاعتراف بأن الموهبة الفذة يمكن أن تأتي من أي مكان في العالم.

الحكم النهائي – هل الكرة الذهبية في متناول اليد؟

بعد رحلة تحليلية معمقة شملت الأداء الجماعي، والتفوق الفردي، والسياق التاريخي، نصل إلى السؤال المحوري: هل يمتلك أشرف حكيمي فرصة حقيقية للفوز بجائزة الكرة الذهبية لعام 2025؟ الجواب، بكل موضوعية، هو نعم، ولكن مع تحفظات مهمة.

بنى حكيمي لنفسه قضية متكاملة الأركان، يصعب على أي متابع منصف تجاهلها. يمتلك أشرف حكيمي حجة قوية ومقنعة للغاية تضعه، على أقل تقدير، ضمن المرشحين الثلاثة الأوائل على منصة التتويج، فقد فعل كل ما يمكن للاعب في مركزه أن يفعله، بل وتجاوز ذلك. فوزه بالجائزة سيعتمد في نهاية المطاف على مدى استعداد المصوتين لتقدير الأداء التاريخي الذي قدمه، وتجاوز التفضيلات التقليدية الراسخة للمهاجمين وصانعي الألعاب.

يمكن القول إن فوز حكيمي بالكرة الذهبية ممكن ومنطقي بناءً على معايير الأداء والتأثير، لكنه ليس مضموناً بسبب العوامل التاريخية والثقافية التي تحكم الجائزة، وكذلك بسبب وجود منافسة من زميله عثمان ديمبيلي.

تحقيق حكيمي لهذا الإنجاز لن يكون مجرد انتصار شخصي، بل سيكون بمثابة ثورة في معايير التقييم، ولحظة تاريخية تعلن أن المجد في كرة القدم يمكن أن يصنع من أي مكان في الملعب، ومن أي مكان في العالم.

في الكورة :
لماذا لا يفوز أشرف حكيمي بالكرة الذهبية؟

في الكورة :
لماذا لا يفوز أشرف حكيمي بالكرة الذهبية؟
لماذا لا يفوز أشرف حكيمي بالكرة الذهبية؟ #لماذا #لا #يفوز #أشرف #حكيمي #بالكرة #الذهبية