في الكورة : مدريد الغارسيا يعود… وأحلام جديدة تولد من رحم التاريخ

هاي كورة (بقلم توماس رونسيرو – As)

كما لو أننا نعود إلى الثمانينات، قد لا يدركها الجيل الجديد، لكننا نحن… نحن الذين تربينا على صوت المذياع وشاشات الأبيض والأسود، نعرف تمامًا ما يعني أن تكون جزءًا من “مدريد الغارسيا”.

لم تكن تلك الحقبة غنية بالأموال، بل كانت غنية بالروح، ولم يكن هناك بريق تعاقدات فلكية، بل أسماء متشابهة، مألوفة، قريبة من الناس: غارسيا ريمون، بيريز غارسيا، غارسيا نافاخاس، غارسيا كورتيز، وغارسيا هيرنانديز. كانوا أبطالنا.

خاضوا نهائي دوري الأبطال عام 1981 ضد ليفربول في باريس، وسقطوا بشرف بهدف يتيم، كاد كاماتشو يكتب التاريخ لولا العارضة… ولولا الحظ.

والآن؟ اليوم يعيد الزمن نفسه، غارسيا جديدان يلمعان، فران وغونزالو، خريجا الأكاديمية، ابن لا مانتشا وابن مدريد.

وضعا توقيعهما في شباك دورتموند، وأعطيا دفعة لطموحات تشابي ألونسو، الأول توّج بجائزة أفضل لاعب، والثاني… آه يا غونزالو! إنه هداف البطولة، إنه الحلم الذي لا ينتهي.

وثقة تشابي فيه بإبقاء مبابي على الدكة لم تكن مجازفة، بل رؤية فنية ثاقبة، تمريرة من غولر، لمسة قاتلة من غونزالو، وها هو يتصدر سباق الهدافين.

ثم، جاءت لحظة كورتوا، لحظة بطولة، تصدٍ في الدقيقة الأخيرة لتسديدة سابيتسر التي كانت هدفًا مؤكدًا.

كنا بعشرة لاعبين بعد طرد هويسين، كانت الأنفاس محبوسة، لكن كورتوا، عملاق المرمى، كتب السطر الأخير من الرواية: مدريد في نصف النهائي، بفضل من؟ أفضل حارس في العالم، شكراً يا تيبو!

واليوم أيضًا، 5 يوليو… لا يمكنني نسيانه، في مثله من عام 1982، عشنا ملحمة إيطاليا والبرازيل في ساريّا، كان جمال السامبا يُهزم على يد ثلاثية روسي، وفي 1985، قُدِّم رافائيل غورديّو كلاعب مدريدي، كم كنت تعشق تمريراته بقدمه اليسرى دون واقيات ساق!

أما نيويورك؟ فمدريدية حتى النخاع، رأيناها في ميامي، في شارلوت، في فيلادلفيا، لكن مشهد ميتلايف كان ملحميًا: أكثر من 76 ألف مشجع يرددون أنشودة العاشرة ويحتفلون بالصعود إلى نصف النهائي ضد باريس، لا خوف، لا تردد، إنها مدريد… مدريد الغارسيا، الماضي يعود، والمستقبل يُولد.