شيكابالا.. كيف تعلمتُ أن أكفّ عن القلق وأحب كرة القدم؟ #شيكابالا #كيف #تعلمت #أن #أكف #عن #القلق #وأحب #كرة #القدم
في الكورة :
شيكابالا.. كيف تعلمتُ أن أكفّ عن القلق وأحب كرة القدم؟
شيكابالا.. كيف تعلمتُ أن أكفّ عن القلق وأحب كرة القدم؟
في الكورة :
شيكابالا.. كيف تعلمتُ أن أكفّ عن القلق وأحب كرة القدم؟
“عَلى قَلَقٍ كَأَنَّ الريحَ تَحتي”، “ومفيش غير حريف واحد يا أبو رجل خشب”، جملتين برزوا أمامي عندما قررت الكتابة عن شيكابالا، الأولى خطها والد الشعراء أبو الطيب المتنبي لوصف حياة قلقة، والثانية قيلت في فيلم “الحريف” للمخرج محمد خان، والجملتين أراهم المفتاح الرئيسي في فهم شخصية شيكابالا المعقدة والمركبة، حريف قلوق، ذكي غبي، جميل وقح، في منتهى العذوبة، وثائر كبركان.
هذا المقال لا يكشف أسرارًا، ولا يخوض أي صراع، وباعتباري كنت زمالكاويًا متعصبًا لفترة زمنية وجيزة، قررت بعدها الانقطاع عن كرة القدم المحلية كلية حفاظًا على الصحة العامة، فقد رأيت شيكابالا في حالتيه، رأيته بعين محب، وبعين ناقد، وبعين ملوله، وطورت فيه رأيًا مربكًا شبيهًا به هو شخصيًا، أحببته وكرهته، وأوصيت بعدم الاهتمام في كل الأوقات، ولكني اليوم تحديدًا، في لحظة إعتزاله، أريد الكتابة عنه.
الرجل القلوق
القلق هو شعور طبيعي بالعصبية أو الانشغال أو الانزعاج، وهو تجربة بشرية شائعة، ومع ذلك، قد يصبح اضطرابًا عندما يحدث في أوقات غير مناسبة، أو بشكل متكرر، أو بشدة وطول أمد يؤثر على الأنشطة الاعتيادية للشخص، وتتعدد أسباب القلق، بحيث تشمل فرط النشاط في مناطق معينة من الدماغ، أو بعض العوامل الوراثية، أو التعرض لتجارب مجهدة أو مؤلمة، أو حتى وجود حالات صحية أخرى.
بعض التحليلات النفسية تحدثت عن أن شيكابالا قد يكون مصابًا بـ”اضطراب اضطهادي” (Persecutory Disorder)، هذا الاضطراب يجعله يشعر بالاضطهاد من الجميع، ويعتقد أن الآخرين يريدون إيذاءه وإفساد فرحته، مما يدفعه لافتعال المشكلات حتى في أوقات الانتصارات، ما يفسر بعض الوقائع الغريبة في تاريخ الرجل المثير، هل نحن أطباء نفسيين لنعرف بالضبط؟ لا، ولكن التصرفات والتاريخ هو ما يحيلنا لتلك الفكرة.
كان للقلق تأثيراته المتعددة على مسيرة شيكابالا، هناك مرجل يغلي داخله، ونار موقدة تسيطر على فؤاده، وقد صاحبته طيلة مسيرته، أو ربما صاحبته بسبب مسيرته، لقد كان من نجوم اليونان في سن صغيرة، لكن مشكلة التجنيد أجبرته على العودة، ما سبب له مبكرًا ضغطًا نفسيًا كبيرًا، مرورًا بأزماته المتكررة مع المدربين، مثل مشكلته الشهيرة مع حسن شحاتة، وأزماته الفنية المتفاقمة بسبب الإصابات، مثل إصابة جزع في الرباط الداخلي للركبة، والتي يمكن، بالمناسبة، أن تتأثر أو تتفاقم بالضغط النفسي.
وتشير الدراسات إلى أن الضغط النفسي الهائل يؤثر على أداء لاعبي كرة القدم، خاصة في اللحظات الحاسمة مثل ركلات الجزاء، الغريب، أن شيكابالا كان قادرًا على التسجيل والإمتاع والمؤانسة في كل وقت، حتى مع وجود القلق كجزءٍ لا يتجزأ من شخصيته، ربما كانت هذه الضغوط هي التي غذت جزءًا من “ردود فعله” العنيفة أو غير المتوقعة لكنها أيضًا قد تكون دافعه للمثابرة وإثبات الذات في الملعب،
وهذا يعني أن القلق والرأس الصلب العنيد، لم يكن دائمًا عائقًا سلبيًا، بل كان جزءًا من ديناميكية شخصيته المعقدة التي جعلته فريدًا ومثيرًا للجدل في آن واحد، وهو ما يفسر أيضًا علاقة الحب والتوتر بينه وبين الجماهير، تتميز علاقة شيكابالا وجماهير الزمالك بأنها علاقة “عمرها ما تنتهي”، فمنذ بداياته، أظهر الجمهور دعمًا غير مشروط له، وكانت دائمًا مبنية على الولاء المتبادل والدعم اللامحدود، احتفالاته مع الجماهير بعد الأهداف والبطولات كانت دائمًا مميزة، وأحيانًا بطرق غير تقليدية تعكس عمق العلاقة بينه وبين المدرجات.
على النقيض من علاقته بجماهير الزمالك، شاب علاقة شيكابالا بجماهير الأهلي الكثير من التوتر، بسبب هجوم جمهور الأهلي وردة فعل اللاعب، من أبرز الوقائع التي تعكس هذا التوتر رفعه حذاءه في وجه جماهير الأهلي في مناسبتين، ردًا على الإهانات التي كانوا يوجهونها إليه، كما تعرض لحملة تنمر وعنصرية بسبب بشرته السمراء من قبل مشجعي الأهلي في إحدى المناسبات، مما أثار غضب جماهير الزمالك، ولكنها كانت، في الغالب، تُفسر بديناميكية “ردة الفعل”، فقد صرح بنفسه بأنه “رد فعل” وأن “محدش بيجيبلي حقي” ما يدفعه هو لرد الأذى عن نفسه، ولكن هل هو ضحية هذا الصراع فعلًا؟
الأمر مربك فعلًا، لأنه مسلسل طويل ومكرر، شيكا يشتم أو يفعل بعض الحركات أمام جمهور الأهلي، جمهور الأهلي يسب شيكابالا، وتستمر الدائرة حتى يستحيل معرفة نقطة البداية، يسمونها في علم النفس “Repetition Compulsion” أو “متلازمة التكرار القهري”، وكل البشر مصابون بها تقريبا. التفسير بسيط؛ البشر يفضلون ما هو مألوف عما ليس كذلك، وهذا يقودهم إلى تكرار أفعالهم وردود أفعالهم في كثير من الأوقات، وعندما يتجمع عدد من الأفعال المعتادة معا فإنهم يشكلون نمطا كاملا مكررا.
ملعب كامل
عقب إحدى المشادات والعنصرية المتكررة من الجمهور الإسباني تجاه فينيسيوس جونيور، قرر جونيور أن يرفع يده للجمهور طالبًا منه أن يخرس، طلب منه أن يخرس فقط، ليخرج بعدها خافيير سوليس، المتحدث الرسمي باسم نادي فالنسيا، قائلًا: “بالنسبة لما حدث مع فينيسيوس، فلا يمكنك أن تشير بالهبوط لجماهير ملعب كامل”، لماذا لا يمكنك الإشارة لملعب كامل؟ الأمر بسيط، لأنه ملعب كامل، وانت وحدك، والغوغائية تكسب الفردانية، وعلى الباغي تدور الدوائر، والجمهور دائمًا على حق.
تلك هي نقطة الانطلاق دائمًا في أي حديث عن صراع شيكا والجمهور، من سبب المشكلة؟ شيكا. لماذا؟ لأنه قرر مقارعة ملعب كامل، وهذا، كلام فارغ في أبسط المسميات، حيث تعكس العلاقة المتوترة مع جمهور الأهلي مستوى التعصب الرياضي في مصر، حيث تتجاوز المنافسة حدود الملعب إلى الإساءات الشخصية والعنصرية.
هذا يجعل شيكابالا ليس فقط ضحية أو مسببًا للمشكلات، بل هو مرآة للتعصب المستشري في كرة القدم المصرية، فعندما يجد بيئة داعمة، يتكثف شعوره بالاضطهاد، خاصة من الذين يرونه رمزًا ويدافعون عن أفعاله دون تمحيص، هذا يطرح تساؤلًا حول مسؤولية الأندية والجماهير في تغذية هذه الديناميكية السلبية، ولذلك فتفاعلات شيكابالا مع الجماهير تمثل دورة متبادلة للتعصب الجماهيري، الجمهور يثير اللاعب، واللاعب يرد، الجمهور يدافع عن اللاعب، واللاعب يرد، مما يغذي دائرة من التوتر والصراع.
يُعرِّف الباحثون في علم النفس الاجتماعي تلك الظاهرة باسم “الدرجة المفقودة” (The Missing Stair) باعتبارها خللٌ جماعي مستمر في المجتمع، يُدرك أفراده وجوده لكنهم يعجزون عن إصلاحه بسبب اختلاف المسؤوليات أو تعقيد الأسباب الجذرية، هناك درجة مكسورة في سلم العمارة، والكل يعرف ذلك، ولكن لا أحد يريد إصلاحها، لأن إصلاحها سيفتح الباب أمام مساءلات اجتماعية أكبر وأكثر خطورة، مثل: كيف يمكن لجماهير ملعب كامل أن تتنمر على لاعب دون أن يتخذ ضدها أي إجراء؟
كيف عدى فيديو “الفاتحة” الشهير، عندما قرر مجموعة من المشجعين الذهاب إلى المقابر مع تيشيرت شيكابالا لقراءة الفاتحة عليه هناك، دون أي محاسبة تذكر؟ كيف مر هتاف مثل “ازاى ابنك أبيض وانت اسمر”، والمعروف غرضه الفاضح دون ذكره صراحة، دون أن يحاسب أي أحد؟ تلك التصرفات تعبر أكثر عن البيئة التي خرج منها هؤلاء المشجعين، وتلك التصرفات أيضًا، تغذي من دائرة القلق لدى شيكا نفسه، ليبدأ في مهاجمة الجميع من حوله دون تمييز كرد فعل استباقي على وقاحة الجمهور المستمرة.
خذها قاعدة، في أي صراع بين الجمهور واللاعب، اللاعب على الأغلب سيكون هو المظلوم، حتى وإن كانت ردات فعله أكثر عنفًا، أو قليلة الأدب في بعض الأحيان، الجمهور بطبعه عنيف، غير واع، ذكوري، وهذا ليس لأنهم أشخاصًا سيئين في المطلق، بالعكس، قد يكون الشخص الذي يسب شيكا في المدرج، رجل دمث الخلق للغاية في حياته العادية، ولكن، الأمر يختلف عندما يتحول الفرد العادي إلى جزء من “جمهور”.
الجمهور يسير في جماعات، والجماعات يقودها الأدرينالين والعاطفة، ولذلك يجب أن نطرح السؤال بشكله التالي: هناك آلاف هتفوا بموت لاعب من الخصم، ووصفوه بالقرد، وأتوا بحركات القرود أمامه، وسبوه في عرضه، واستمروا في ذلك الفعل على مدار سنوات، فهل هذا الجمهور عنصري فعلًا؟ وهل تهم هنا ردة فعل اللاعب حقًا، مهما كانت قوية ومبالغًا فيها؟ ولماذا يعد اختصام الجمهور من المحرمات؟ ومن الذي أطلق علينا تلك الموجة واقنعنا بتلك الفكرة: أن الجمهور محصن من النقد والنقض؟
الفكرة أن هذا يأتي بمبالغات أكبر من جمهور الطرف المنافس، لأنهم يعتبرون تلك الإهانات مسألة ثأر شخصي مع الأسطورة الخاصة بهم، والأسطورة، كما يصفها بيير بورديو، هي تحويل رأس مال رمزي (حب الجماهير) إلى سلطة معنوية تُحصّن صاحبها من النقد، لعبة بسيطة، أجبره النظام الاجتماعي المتشابك على دخولها، حوّلته إلى ساحة صراع كامل، لتستمر الحياة في الدوران والتلاعب، ودون العثور على فاسد واحد في القصة كلها سوى فعل العنصرية نفسه.
خاصة عندما يكون صاحب القصة رجل “على قلق كأن الريح تحته، توجهه جنوبًا أو شمالا”، ونتيجة هذا الصراع: التأجيل المستمر، لتبقى الدرجة مكسورةً رغم وعي الجميع بالخطر الاجتماعي الناجم عنها، فكل هذا الجدل والنقاش لم يكن ليحدث لو كانت العنصرية تُعامل بوصفها جريمة حقيقية. وهو ما سيأخذنا إلى النقطة التالية، إن كان مظلومًا في قصة أحدهم، فهل هو أسطورة فعلًا في القصة الأخرى؟
رأس المال الرمزي
هنا ننتقل إلى الجملة التالية: “مفيش إلا حريف واحد”، وشيكا حريف أوي، لا جدال في ذلك، يداعب الكرة ويهدهدها ويطوعها على مقاسه المشدود، مفهوم “الحريف” يركز على المهارة الفطرية واللعب العفوي ، وشيكابالا يُعتبر تجسيدًا لهذا المفهوم، لكن هذا المفهوم يحمل في طياته تحديًا كبيرًا عند الانتقال إلى البيئة الاحترافية.
على سبيل المثال، سعيد الحافي، “الحريف” الأصلي الذي استلهم منه المخرج محمد خان فيلم “الحريف”، لم ينجح في اللعب الاحترافي لأنه لم يستطع تكييف مهاراته الشوارعية مع متطلبات الملعب الاحترافي، مثل اللعب بالأحذية والكرة الرسمية وعلى العشب، موهبة “الحريف” الفطرية، بينما هي مصدر للمتعة والإبهار، قد تكون تحديًا في البيئة الاحترافية المنظمة التي تتطلب التكتيك والانضباط.
شيكابالا، كـ”حريف”، واجه صعوبات في التكيف الكامل مع الأنظمة التكتيكية الصارمة أو الضغوط التي تفرضها الكرة الحديثة، وهو ما قد يفسر بعض تقلبات مستواه أو الأزمات التي مر بها في مسيرته. هذا يثير تساؤلًا فلسفيًا حول “جمالية اللعب” مقابل “فعالية اللعب”، فهل يضحي “الحريف” بالفعالية من أجل المتعة الفنية؟ وكيف يمكن للمنظومات الكروية أن تستوعب هذه المواهب الفطرية دون أن تقتل وعفويتها؟ شيكابالا مثل هذا التحدي بشكل واضح في مسيرته، حيث كان دائمًا محط الأنظار بمهاراته الفردية، لكنه أيضًا واجه صعوبات في الاستمرارية أو التأقلم التام مع بعض الظروف.
وهنا يأتي دور الجماهير، التي تلعب دورًا محوريًا في صناعة الأساطير، لأسباب ليس لها علاقة بالكرة أو بالملعب في كثير من الأحيان، فهم يتسابقون في إطلاق الألقاب الخارقة والأسطورية على من يحبونهم من اللاعبين، وهي ظاهرة تستمر طالما استمر البشر في ركل الكرة، غالبًا ما تكون الأسطورة حكاية تتضمن المبالغات والخيال، وهذا ما يضفي عليها طابعًا خاصًا في الوعي الجمعي.
في النهاية، الجمهور هو الذي يحدد من هو الأسطورة بالنسبة لفريقه، شيكابالا نفسه كان يدرك هذا الدور، حيث صرح بأن “جمهور الزمالك عمر قصتي معاهم ما تنتهي، والزمالك اللي عمل شيكابالا يقدر يعمل 100 شيكابالا” ، مما يعكس وعيه العميق بقوة العلاقة بينه وبين قاعدته الجماهيرية، بالمناسبة، أحد أسباب تلك العلاقة العميقة، هو سوء العلاقة بين شيكا وجمهور الأهلي، علاقة متضادة تغذي نفسها بنفسها، كلما أصبح مكروها من جمهور الأهلي، كلما أصبح أسطورة لدى جمهور الزمالك، دون أن يسأل أحد نفسه: ما هو تعريف الأسطورة أصلًا؟
هل يمكن القول إنه “أسطورة نادي” فقط؟ باعتباره “أحد أبرز رموز نادي الزمالك في العصر الحديث” ، ويُعرف على نطاق واسع بأنه “أسطورة نادي الزمالك وجمهوره”، حقق بطولات عديدة مع الزمالك، بما في ذلك ألقاب الدوري والكأس والبطولات الأفريقية، مما يجعله يفي بمعيار الإنجازات الجماعية. كما أن تأثيره القيادي في الأجيال المتعاقبة داخل الفريق جعله ملهمًا داخل النادي.
أم أن موهبته وأسلوب لعبه الفني الفريد وقدرته على خلق اللحظات الساحرة جعلته مصدرًا للمتعة التي تتجاوز الأرقام والإحصائيات، تسديداته “العالمية” التي لا تُصد ومراوغاته التي تُرقص وتُشمس وتُزحف الخصوم، تجعله أسطورة للكرة المصرية كاملة؟ وهل هناك أسطورة لا تعرف الدفاع ولا الضغط ولا التمركز بشكل جيد في أي موقف؟ هل هناك أسطورة لا ترى غير الكرة فقط، ولا تدري موقعها ومواقع زملائها دفاعًا أو هجومًا؟ وهل متعة اللحظة الخاطفة كافية فعلًا لأسطرة اللاعبين؟
من منظور علم النفس، ترتبط المتعة في الرياضة ارتباطًا وثيقًا بالإحساس بالرضا والإشباع الناتج عن النشاط البدني، كما تتجلى في المتعة الجمالية التي تنبع من الحركات الذاتية للاعب، وجمالها، ورشاقتها، بالإضافة إلى الشعور بالارتياح الذي يأتي من التغلب على التدريبات البدنية الصعبة، يرتبط هذا الشعور أيضًا بمتغيرات نفسية مثل الثقة بالنفس، والطموح، وحتى القلق في بعض الأحيان، حيث يمكن أن يكون محفزًا للأداء.
أما من الناحية الفلسفية، فإن تعريف المتعة في كرة القدم ليس معيارًا واحدًا، بل يختلف من شخص لآخر، قد تُربط المتعة بالانتصار على العقبات والأداء الجيد للأشياء الصعبة، حيث يوجد “شيء مُرض ومثير في أداء الأشياء الصعبة على نحو جيد. حسنًا، تُعرف كرة القدم بـ”اللعبة الجميلة” (The Beautiful Game) لأنها تتيح تجارب جمالية معقدة، ويكمن الجمال في كرة القدم في القدرة على خلق المساحات، وديناميكية اللعب، والتفاعل العضوي بين اللاعبين دفاعًا وهجومًا، كل تلك الأشياء تعد نزرًا يسيرًا من المتعة.
لكن أبرز شئ في كل ذلك هي لحظات التجلي الفردي، إذ تتشكل المتعة الكروية بشكل كبير من خلال الأداء الفردي واللحظات الساحرة التي يقدمها اللاعبون، في الملعب، يتخلى المشجع عن “الأنا” الفردية ليندمج في “نحن” الجمعية، يشارك الآلاف اللحظة ذاتها، وتصبح كرة القدم ملجأً من فوضى العالم. هذا الشعور بالانتماء والمشاركة الجماعية يعزز من المتعة بشكل كبير. تسديدة واحدة أو هدف واحد يمكن أن يسعد الملايين، وقد قدم شيكابالا العديد من هذه اللحظات التي لا تُنسى لجماهيره.
وقدرة شيكابالا على تقديم هذه “المتعة الخام” هي ما رسخته كـ”حريف” وأسطورة في قلوب الجماهير، حتى لو لم تكن مسيرته الاحترافية خالية من التحديات أو لم تحقق أعلى الأرقام العالمية. الجماهير تربط الأسطورية باللحظات الخالدة من المتعة والجمال أكثر من مجرد عدد الألقاب. هذا يؤكد أن “الجمال” و”المتعة” في كرة القدم يمكن أن يكونا معيارين قويين لتحديد مكانة اللاعب الأسطورية، ربما أقوى من الإحصائيات البحتة في بعض السياقات، وهنا سنجد ما هو أكبر من التعريفات الضيقة للأسطورة.
ربما كانت رحلة شيكابالا مع القلق والحرفنة والمهارة والسقطات المدوية مرآةً مشوَّشةً لعلاقتنا الجماعية بالكرة، فقلقه لم يكن سوى انعكاس لما تحت جلد اللعبة من تناقضات تخنق المدرجات: عنصريةٌ تغذيها الغوغائية، وأساطير تخلق بالكراهية بقدر ما تُبنى بالمهارة، ودرجةٌ مكسورةٌ في سُلَّمِ الضميرِ الجماعي، نعرفها جميعًا ولا نريد إصلاحها.
في الكورة :
شيكابالا.. كيف تعلمتُ أن أكفّ عن القلق وأحب كرة القدم؟
في الكورة :
شيكابالا.. كيف تعلمتُ أن أكفّ عن القلق وأحب كرة القدم؟
شيكابالا.. كيف تعلمتُ أن أكفّ عن القلق وأحب كرة القدم؟ #شيكابالا #كيف #تعلمت #أن #أكف #عن #القلق #وأحب #كرة #القدم