التخطي إلى المحتوى

ميسي في مفترق طرق: بين مشروع ميامي وحلم الدوري السعودي #ميسي #في #مفترق #طرق #بين #مشروع #ميامي #وحلم #الدوري #السعودي

في الكورة :
ميسي في مفترق طرق: بين مشروع ميامي وحلم الدوري السعودي

في الكورة : 
			ميسي في مفترق طرق: بين مشروع ميامي وحلم الدوري السعودي
في الكورة :
ميسي في مفترق طرق: بين مشروع ميامي وحلم الدوري السعودي


في الكورة :
ميسي في مفترق طرق: بين مشروع ميامي وحلم الدوري السعودي

غرفة اجتماعات في ميامي، إضاءة خافتة، أوراق مبعثرة حول طاولة مستطيلة. رجلان يتصافحان بحرارة بعد إتمام الصفقة وإغلاق العقود. يقترب الكادر من أحدهما؛ وجه نصف مظلم ترتسم عليه ابتسامة خفيفة، إنه ليونيل ميسي، وقد وقّع لتوه عقود الانضمام إلى نادي “إنتر ميامي“، بعد وعود بامتلاك العالم، والسيطرة على كرة القدم.

في لحظة أشبه باللحظة التي وقف فيها توني مونتانا من فيلم (سكارفيس)، في نفس المدينة، متأملًا لوحة تحوم أمام ناظريه، وقد كتب عليها (the world is yours).


الشارع نفسه الذي دارت فيه سيارة مونتانا الوردية، شهد حشودًا تملأ “هارد روك” لمشاهدة ميسي بقميصه الوردي، والرواية هي نفس الرواية: الطموح الجنوني، الذروة المبهرة، ثم صمت مُريب، تلاه  موت الأسطورة.

لقد أحدث وصول ميسي تحولاً لا يمكن إنكاره في مشهد كرة القدم الأمريكية، حيث حوّل ميامي إلى مركز نابض بالحياة، وعزز بشكل كبير الجاذبية التجارية والرؤية العالمية للدوري الأمريكي لكرة القدم. 

ومع ذلك، فقد كشفت تجربته أيضًا عن قيود رياضية متأصلة في الدوري، والتي برزت بوضوح خلال حملة إنتر ميامي في كأس العالم للأندية، بالإضافة إلى التحديات التنظيمية الأوسع التي تواجهها الولايات المتحدة كدولة مضيفة للبطولات الكبرى، ومع ظهور بعض التقارير التي تتحدث عن انتقال محتمل إلى الدوري السعودي للمحترفين، مدفوعًا بعروض مالية غير مسبوقة، مع وعود أخرى بإشعال المنافسة الأيقونية مع كريستيانو رونالدو، بدا أن كل شئ ينهار فجأة، وأن الامبراطورية التي حلم بها، لم تكن تساوي أكثر من رصاصة.

ليلة صعود ميامي

بدأت القصة في عام 2007 بنفس قاعة مؤتمرات في لوس أنجلوس؛ قبل لحظات أعلن نادي “لوس أنجلوس جلاكسي” التعاقد مع ديفيد بيكهام بعقد يمتد لخمس سنوات، في خطوة ظنّها النقاد دخيلة على السياق، خاصة أن التعاقد تم بين العلامة التجارية الأشهر في عالم الرياضة، وبين بلد لا تتخطى كتلة مشجعي كرة القدم فيه 2% على أقصى تقدير، هذا التعاقد كان هو أثر الفراشة لما حدث بعد ذلك، أو ما يسمى “قاعدة بيكهام”، والتي سمحت له بشراء “فريق” بسعر قدره 25 مليون دولار بعد الاعتزال.

ومن هنا تدحرجت كرة الثلج: اشترى نادي في مدينة ميامي بعد اعتزاله مباشرةً، ثم الكشف عن مشروع ملعب “Miami Freedom Park” على مساحة 160 فدانا، متضمنًا ملعبًا يتسع لـ28 ألف متفرج، وعددا من المتاجر والحدائق، ثم الدخول إلى معترك المنافسات بشكل ظاهري، ثم التعاقد مع شركة “XBTO” راعيا رسميا للفريق، ما فتح باب التكهنات حول نمط جديد من عقود الرعاية يمكنه تمويل صفقة ما، وبعد أشهر قليلة أعلن النادي التعاقد مع ليونيل ميسي وتشتعل الإرهاصات مجددا دون انطفاء.

ومنذ قدوم ليونيل ميسي، شهد النادي طفرة مالية لا يمكن إنكارها، تضاعفت الإيرادات ثلاث مرات منذ توقيعه، مما يشير إلى انتعاش تجاري هائل، ويتجلى هذا الارتفاع بشكل أكبر في زيادة صفقات الرعاية وبيع الصناديق الفاخرة بالكامل مع وجود قوائم انتظار، كما حققت فرق الدوري الأمريكي لكرة القدم مجتمعة أكثر من 80 مليون دولار من الإيرادات الإضافية عندما زارها إنتر ميامي، وذلك بفضل التسعير الديناميكي للتذاكر، ما يؤكد هذا الأداء المالي القوي والتأثير الاقتصادي الفوري لوجود نجم عالمي بحجم ميسي. 

عرض هذا المنشور على Instagram

‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎365Scoresarabic‎‏ (@‏‎365scoresarabic‎‏)‎‏

ولكن على الطرف المقابل، كان اختيار ميسي لإنتر ميامي، على الرغم من العروض القياسية العالمية من المملكة العربية السعودية، مبنيًا على وعد بـ “مشروع” رياضي كامل من مجاميعه، ويهدف إلى جعل ميامي “القلب النابض لكرة القدم الأمريكية”. وقد تضمن هذا المشروع جذب لاعبين كبار آخرين، مما أدى إلى ضم زملائه السابقين في برشلونة مثل لويس سواريز وسيرجيو بوسكيتس وجوردي ألبا، مع استقطاب اسم لامع مثل خافيير ماسكيرانو لتولي مسؤولية التدريب. 

وقد أدى تدفق هذه المواهب النخبوية إلى تعزيز “عقلية النخبة” داخل النادي، وامتد هذا التأثير من الملكية وصولاً إلى مستوى الأكاديمية، كما يتضح من فوز فريق إنتر ميامي تحت 17 عامًا بلقب كأس MLS NEXT لعام 2025، وهذا يوضح كيف أن التركيز على مشروع شامل، يتجاوز مجرد الحوافز المالية الخام، يمكن أن يكون عاملًا حاسمًا في جذب المواهب الكبرى وتطوير ثقافة الفوز، حيث وقد أدى “تأثير ميسي” إلى إنشاء فريق فائز في وقت أبكر بكثير مما كان متوقعًا، حيث حصل إنتر ميامي على لقبين في عام ونصف. 

وقد ساعد هذا النجاح الرياضي الفوري، بما في ذلك لقب كأس الدوريات ، في تأكيد صحة “مشروع ميسي”  وضخ مستوى جديد من الطموح التنافسي في النادي، هذا النجاح يشير إلى أن الاستثمار الاستراتيجي في النجوم الكبار، عندما يقترن برؤية واضحة لتطوير الفريق وثقافته، يمكن أن يؤدي إلى نمو سريع في كلا الجانبين التجاري والرياضي.

ما وراء ميامي

كان لشعبية ميسي الهائلة تأثير أعمق على الدوري ككل، وليس على انتر ميامي فقط، مما أدى إلى أرقام قياسية في الحضور في جميع أنحاء الدوري، حيث سجل الدوري الأمريكي رقمًا قياسيًا في الحضور خلال الموسم العادي تجاوز 11 مليون مشجع، وارتفع متوسط الحضور العام إلى 23,240 مشجعًا، متجاوزًا الأرقام القياسية السابقة. 

كما استقطب المنافسون الذين استضافوا إنتر ميامي متوسط 38,085 مشجعًا في تلك المباريات، وكانت ست مباريات من أصل عشرة هذا الموسم شهدت حضور أكثر من 45,000 مشجع من مباريات إنتر ميامي، وكانت المباراة الأعلى حضورًا هي مباراة إنتر ميامي ضد سبورتنج كانساس سيتي، التي جذبت 72,601 مشجعًا، مما دفع الفرق إلى نقل المباريات إلى ملاعب أكبر لاستيعاب الطلب غير المسبوق.

وبالتالي ارتفعت أرقام المشاهدة والاهتمام الإعلامي بشكل ملحوظ، فبلغ متوسط مشاهدة كأس العالم للأندية على شبكات TNT Sports داخل أميركا 360,000 مشاهد، كما حققت مباراة انتر ميامي ضد بالميراس 676,000 مشاهد على TNT، مسجلة أكبر نسبة جمهور باللغة الإنجليزية لإنتر ميامي منذ انضمام الرجل، ومن الجدير بالذكر أن عددًا قليلاً من مباريات إنتر ميامي على التلفزيون باللغة الإسبانية تجاوز المليون مشاهد خلال موسم ميسي الأول، ولكننا نقترب، نقترب من لمس لافتة (the world is yours).

وهو ما يجعل ميامي، منذ وصول ميسي، قد برزت بالفعل كـ “عاصمة” لكرة القدم داخل الولايات المتحدة، حيث عملت المدينة على ترسيخ هذا الوضع من خلال الاستعداد لاستضافة العديد من بطولات كرة القدم الكبرى، بما في ذلك كأس العالم للأندية وكأس العالم 2026، 

ولكن، هنا تكمن الأزمة أيضًا، فدعنا لا ننسى أن كل هذا الذي حدث، كان بسبب تأثير ميسي الشخصي، وليس لتأثير أو لقوة (المشروع)، وبالتالي فهناك تساؤلات حول الاستدامة على المدى الطويل بمجرد رحيل ميسي. 

حقيقة أن فرق الدوري الأمريكي حققت إيرادات إضافية كبيرة على وجه التحديد عندما زارها إنتر ميامي تشير إلى ظاهرة يمكن تسميتها “مدفوعة بالحدث”، وليست بناءً على نمو نظامي عميق الجذور عبر الدوري بأكمله، علاوة على ذلك، فإن النهج المتمحور حول ميسي وحده قد يجذب الجماهير ولكنه يخاطر بتنفير المشجعين التقليديين وبالتالي تقويض نزاهة المنافسة، ما يسلط الضوء أيضًا على توتر من نوع خاص: هل “تأثير ميسي” يُنمي حقًا من جاذبية الدوري، أم أنه يستفيد فقط من نجومية ميسي الفردية؟ وما علاقة ذلك بكأس العالم للأندية الحالي؟ وإشاعات رحيل ميسي إلى المملكة العربية السعودية؟ 

المشهد الأخير

قدم كأس العالم للأندية اختبارًا صارخًا فيما يتعلق بالمستوى التنافسي للدوري الأمريكي،  إنتر ميامي، على الرغم من وجود ليونيل ميسي ونجوم برشلونة السابقين الآخرين، لم يكن “مكافئًا” لباريس سان جيرمان ولباقي الفرق ببساطة، حيث أشارت تقارير من ذا أثليتيك وبي بي سي إلى أن ميسي “بالكاد لمس الكرة في الشوط الأول”  وأن الفريق عانى هجوميًا، مسجلًا استحواذ 33% فقط ضد باريس، حيث أظهر هذا الأداء بوضوح “التفاوت في أداء الفريق” وسلط الضوء على “حدود تأثير ميسي” في رياضة جماعية عند مواجهة خصم من النخبة.

كما أكدت الهزيمة مكانة الدوري الأمريكي لكرة القدم حاليًا مقارنة بكرة القدم العالمية، حيث سلط موقع ESPN.com الضوء على أن “نظام الدوري الأمريكي غير المرن ونافذة الانتقالات الضيقة” تضع الفرق في وضع غير مؤاتٍ للمنافسة الدولية، علاوة على ذلك، لا تسمح قواعد قائمة الدوري الأمريكي للأندية بإبرام أي عقود كبيرة أخرى بخلاف سقف العقود المنصوص عليه، مما قد يؤدي إلى قوائم غير متوازنة بين الفرق الأميركية والأوروبية، والأهم من ذلك، أن إنتر ميامي يحتل المرتبة 151 عالميًا، أقل من فرق الدرجات الأدنى مثل ريكسهام وبريستون نورث إند، مما يثير تساؤلات حول شرعية وجودهم في البطولة كمضيفين. 

وبينما أظهر ميسي بلا شك لمحات من “لمسته السحرية” بتسديدات حرة مذهلة  كما تمتع بسجل رائع مكون من 50 هدفًا في 61 مباراة لإنتر ميامي، فإن براعته الفردية لها حدود متأصلة، حيث بدا أن الفريق “يعتمد بشكل مفرط على لحظة سحرية من ميسي، وقد أكدت مباراة باريس سان جيرمان أن “كرة القدم لعبة جماعية. 

كما لاحظت ذا أثليتيك، أن ميسي لا يزال بحاجة إلى الفريق الذي يسمح له بفعل ما يحبه فقط، وهو ما لا يتوافر هنا، حيث أنهم لا يستطيعون سد الفجوة التنافسية بشكل أساسي مع الأندية النخبة لأسباب تتعلق بحدود الرواتب وقواعد القائمة، ما يخلق نموذجًا لامعًا ولكنه ليس بالضرورة ناديًا تنافسيًا على مستوى عالمي، أضف إلى ذلك أزمات أميركا التنظيمية في بطولة كأس العالم للأندية،  فبينما جذبت المباريات البارزة التي شارك فيها إنتر ميامي وريال مدريد جماهير كبيرة (على سبيل المثال، 65,574 لمباراة إنتر ميامي ضد باريس سان جيرمان، ومتوسط حضور مباريات ريال مدريد 65,825 مشجعًا )، عانت المباريات الأقل شهرة بشكل كبير من الحضور.

كما أدت استراتيجية التسعير الديناميكي الأولية لتذاكر دور المجموعات، والتي تراوحت بين 100 و 200 دولار، إلى “تباطؤ في الطلب”،  واستجابة لذلك، خفض الفيفا الأسعار وقدم عروضًا ترويجية، بما في ذلك شراكات مع كلية “ميامي ديد” لتقديم أربع تذاكر إضافية لكل تذكرة بقيمة دولار واحد يتم بيعها، وهذا ما يشير إلى صعوبة ملء المقاعد للمباريات غير البارزة، على الرغم من تفضيل رئيس الفيفا جياني إنفانتينو لاستضافة البطولة في ملاعب NFL الأكبر بدلاً من ملاعب الدوري الأمريكي الأصغر.

جدول بيانات الملاعب والحضور:

المباراة/الحدث الملعب الحضور سعة الملعب (تقريبًا)
إنتر ميامي ضد باريس سان جيرمان مرسيدس-بنز، أتلانتا 65,574 71,000+
متوسط مباريات ريال مدريد ملاعب مختلفة 65,825
إنتر ميامي ضد سبورتنج كانساس سيتي أروهيد، كانساس سيتي 72,601 76,416
إنتر ميامي ضد بالميراس هارد روك، ميامي غير مُعلَن 65,326
تشيلسي ضد بنفيكا بنك أوف أمريكا، شارلوت 25,979 75,000+
ماميلودي صنداونز ضد أولسان إتش دي إنتر آند كو، أورلاندو 3,412 25,500

يشير هذا التباين الصارخ بين الحضور المرتفع لمباريات ميسي وريال مدريد  والحضور المنخفض جدًا للمباريات الأخرى  إلى أن السوق الأمريكية، على الرغم من قدرتها على جذب حشود كبيرة لـ “الأحداث” التي تضم نجومًا عالميين، إلى أنها لازالت تفتقر إلى ثقافة جماهيرية كروية، ثقافة عميقة ومتسقة ومنتشرة على نطاق واسع، كما أن الحاجة إلى تعديلات في التسعير الديناميكي وعروض ترويجية للتذاكر تسلط الضوء بشكل أكبر على اعتماد الدولة بأسرها على القشرة الخارجية من المال بدلاً من الولاء المتأصل. 

هل تعلم لماذا سقط توني مونتانا بسرعة؟ لأنه لم يملك ولاءً لميامي، غرته الأموال، وحاول بها فرد عضلاته، لكنه أدرك في اللحظة الأخيرة،  أدرك أثناء سقوطه والرصاصة مستقرة في ظهره، أن المال، لا يحمي وحده، وأن عمق التجربة، قد يكون الدافع الرئيسي للمال، وليس العكس، فهل يهرب ليونيل ميسي إلى السعودية قبل أن يسقط هو الآخر؟ 

التجربة العميقة

دعنا لا نكذب على بعضنا البعض، فالحافز المالي الاستثنائي هو المحرك الأساسي وراء الانتقال المحتمل إلى المملكة العربية السعودية، حيث عُرض على ميسي 215 مليون دولار، معفاة تمامًا من الضرائب، من نادٍ سعودي، وهو مبلغ أعلى بكثير من تعويضه المضمون البالغ 20.4 مليون دولار في إنتر ميامي، هذا العرض المذكور يتجاوز عقد كريستيانو رونالدو البالغ 200 مليون دولار سنويًا، مما يجعله حافزًا ماليًا غير مسبوق ويصعب رفضه.

خاصة وأنه فكر سابقًا في الانضمام إلى الدوري السعودي في عام 2023، معترفًا بـ “الجهود التي يبذلونها لإنشاء منافسة رفيعة المستوى” وأنها “منافسة قوية جدًا”، حيث نجح الدوري بالفعل في جذب العديد من الأسماء البارزة، بما في ذلك كريستيانو رونالدو وكريم بنزيما ونيمار جونيور، مما يشير إلى التزام جاد وممول جيدًا برفع مستوى الدوري التنافسي على الساحة العالمية، اختار ميسي في البداية ميامي على المملكة العربية السعودية، مع إعطاء الأولوية لرفاهية الأسرة و”المشروع” المحدد والوعود الآسرة. 

الآن، يُقال إن المملكة العربية السعودية تعرض راتبًا يزيد بعشرة أضعاف، مما يشير إلى ضغط مالي مستمر ومتصاعد، لا يتعلق الأمر بالمال فقط؛ بل يتعلق بزيادة نفوذ وطموح الدوري السعودي للمحترفين ليصبح قوة مهيمنة في سوق الانتقالات العالمي، قادرة على جذب حتى اللاعبين الذين يعطون الأولوية لنمط الحياة الأوروبية، وحقيقة أن صندوق الاستثمارات العامة “يعيد فتح قنوات الاتصال” بشأن التوقيع مع ميسي يؤكد نهجًا مستمرًا وممولًا جيدًا واستراتيجيًا للحصول على نخبة كرة القدم المطلقة. 

يشير هذا الاتجاه إلى تهديد محتمل طويل الأجل للدوريات الأوروبية التقليدية وحتى الدوريات الناشئة مثل الدوري الأمريكي في الاحتفاظ بالمواهب من الدرجة الأولى أو جذبها، نظرًا لأن الحوافز المالية من المملكة العربية السعودية أصبح من الصعب مطابقتها مع نظيرتها الأوروبية، ما يعني أن مشهد كرة القدم العالمي قد يعاد توزيعه مرةً أخرى، ويدل أيضًا على ولادة حقبة جديدة حيث يمكن للقوى المالية خارج أوروبا أن تملي بشكل متزايد حركة نجوم كرة القدم، مما قد يعيد تشكيل التسلسل الهرمي لكرة القدم العالمي القائم، خاصة وأن المال في حالتنا تلك، مدعوم بتجربة عميقة للغاية، وتخطيط منهجي شديد الجودة. 

وإذا انضم ميسي، فسيدخل دوريًا يضم بالفعل كوكبة من عمالقة كرة القدم، هذه الكتلة الحرجة من المواهب العالمية ستزيد بشكل كبير من الجودة الشاملة والرؤية العالمية للدوري السعودي للمحترفين، مما يوفر بيئة تنافسية أكثر من الدوري الأمريكي، بل ربما يصبح ميسي شخصيًا سفيرًا للسياحة في المملكة العربية السعودية، وشخصية مركزية في هذا المشروع الرياضي الوطني الطموح، مما سيساهم بشكل كبير في الجاذبية التجارية للدوري، وانتشار البث الدولي، والتصور العالمي العام.

عرض هذا المنشور على Instagram

‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎365Scoresarabic‎‏ (@‏‎365scoresarabic‎‏)‎‏

ولذلك لن يعزز وجوده الحضور والمشاهدة داخل المملكة العربية السعودية فحسب، بل سيعزز أيضًا بشكل كبير جاذبية الدوري للبث الدولي ويجذب شراكات تجارية جديدة. سيضيف مصداقية وقوة نجمية لا مثيل لهما، مما يزيد من شرعية الدوري السعودي للمحترفين كوجهة كروية جادة وجذابة على الساحة العالمية.

صراع في الصحراء

هل تعلم ما هو أكثر شئ مثير في هذه الصفقة المحتملة؟ أننا سنرى ميسي ورونالدو في دوري واحد مرةً أخرى، خاصة وأن المنافسة بين ميسي ورونالدو تعتبر على نطاق واسع المنافسة الأعظم في تاريخ كرة القدم، حيث أعادت تعريف الرياضة على مدار عقدين من الزمان، لقد أعادت معركتهما الشديدة من أجل التفوق “تشكيل الرياضة، ودفع معايير جديدة في الأداء والمنافسة والتأثير التجاري، لقد فازا معًا بـ 79 لقبًا رسميًا وسجلا أكثر من 800 هدف لكل منهما في مسيرتيهما، مما وضع معايير قد لا تُكسر أبدًا.

وأصبحت معاركهما المباشرة، لاسيما خلال مباريات الكلاسيكو الأيقونية، “ظاهرة عالمية”، تجذب  ملايين المشاهدين، وزادت بشكل كبير من الجاذبية التجارية للدوري الإسباني، كما دشن حضورهما حقبة جديدة من تحليل كرة القدم، مع تدقيق كل إحصائية بدقة، ووضعا باستمرار معايير جديدة للتميز الفردي، مما أجبر اللاعبين والفرق الأخرى على التطور ورفع مستواهم، ولذلك فاحتمال جلب هذه المنافسة إلى المملكة العربية السعودية لا يتعلق فقط بتعزيز المنافسة الرياضية؛ بل هو خطوة متعمدة واستراتيجية للاستفادة من قوة علامتهما التجارية العالمية المشتركة. 

سيمثل هذا اللقاء المحتمل ذروة تسويق الإرث الرياضي، وسيوضح كيف يمكن للدوريات ذات الدعم المالي الكبير، حتى في أواخر مسيرة اللاعبين، أن تخلق قصصًا مقنعة تتجاوز الجدارة الرياضية البحتة، مما يجذب اهتمامًا واستثمارًا عالميين لا مثيل لهما، كما ستسلط المنافسة الضوء على القوة الدائمة للعلامات التجارية الفردية والمنافسات الراسخة في دفع نمو الدوري ومشاهدته، وربما أكثر من القوة الجماعية أو المكانة التاريخية للدوري نفسه.

كما سيخلق اجتماع ميسي ورونالدو “مشهدًا” هائلاً ، يتماشى مع الطبيعة “المدفوعة بالحدث الآني” والتي لوحظت في جماهير كرة القدم الأمريكية خلال كأس العالم للأندية، الفارق هنا، أن الدوري السعودي، دوري جيد فعلًا، به كرة قدم حقيقية، ولن يعتمد على الدفعات الفردية للنجوم بأي شكل من الأشكال. 


في الكورة :
ميسي في مفترق طرق: بين مشروع ميامي وحلم الدوري السعودي

في الكورة :
ميسي في مفترق طرق: بين مشروع ميامي وحلم الدوري السعودي
ميسي في مفترق طرق: بين مشروع ميامي وحلم الدوري السعودي #ميسي #في #مفترق #طرق #بين #مشروع #ميامي #وحلم #الدوري #السعودي