في الكورة : أكبر إخفاقاته في كرة القدم.. قصة غالي وخوليت من أرشيف الصحف الهولندية

انقضى 21 عامًا على المرة الأخيرة التي أشرف فيها رود خوليت على تدريب حسام غالي في نادي فينورد، رغم ذلك، لم ينس الأسطورة الهولندية أبدًا اللاعب المصري الذي يرى أنه لم يصل في مسيرته الرياضية إلى ما يستحقه، بسبب عقليته، التي دفعته إلى وصفه بأكبر إخفاقاته في كرة القدم.

واجتمع خوليت وغالي معًا في فينورد خلال موسم 2004-2005.

أكبر إخفاقاته في كرة القدم

حل رود خوليت ضيفًا على جاري نيفيل وجيمي كاراجر في برنامج تليفزيوني، متطرقًا إلى مسيرته الطويلة مع كرة القدم سواءً كلاعب في ميلان وتشيلسي، أو كمدرب لفرق كبيرة مثل فينورد ونيوكاسل يونايتد.

وسئل خوليت عن أكبر إخفاقاته في كرة القدم، ليذكر اسم حسام غالي على الفور، رغم أن صاحب الـ62 عامًا قاد في مسيرته عددًا من اللاعبين البارزين، في مقدمتهم شيرر ودي ماتيو وزولا وفيالي.

وقال خوليت: “هل يمكن أن تمتلك كل شيء، لكنك لا تملك العقلية المناسبة؟ لقد كان لدي لاعب بهذه المواصفات، أعتقد أنه أكبر إخفاقاتي… إنه حسام غالي”.

طالع كل ما قاله خوليت عن تدريب غالي في فينورد، من هنا

حسام غالي في فينورد

بدأ حسام غالي مسيرته الاحترافية في أوروبا بين صفوف فينورد في 2003، قادمًا من الأهلي.

وكان بيرت فان مارفيك على رأس الجهاز الفني لفينورد، عندما وصل حسام غالي في 2003، ليبدأ اللاعب موسمه بين البدلاء، حتى تمكن أخيرًا من الحصول على مكان أساسي في الجولات الأخيرة من الدوري الهولندي، بالتحديد آخر 11 مباراة.

ورحل فان مارفيك عن فينورد، ليحل مكانه رود خوليت في 1 يوليو 2004.

قصة غالي وخوليت من أرشيف الصحف الهولندية

بدأ حسام غالي موسمه الثاني مع فينورد أساسيًا، كما أنهى الموسم الأول، لكن هذه المرة تحت قيادة المدرب رود خوليت.

وشارك غالي أساسيًا في أول مباراتين لفينورد بالدوري الهولندي 2004-2005، إذ بدا كل شيء يسير على ما يرام، باكتساح دي جرافشاب بستة أهداف مقابل هدف وحيد، وسحق فيليم الثاني برباعية نظيفة.

وسجل غالي أول أهدافه خلال موسم 2004-2005 في المباراة الثانية، لكنه ارتكب خطأ، عاقبه عليه خوليت بقسوة، ليشارك من مقاعد البدلاء في المباراة التالية، قبل غيابه عن القائمة في 3 مباريات متتالية، وهكذا، حتى استعاد مكانه في التشكيل الأساسي بعد 8 مباريات.

يقول غالي في حوار مطول لصحيفة “Voetbal International” الهولندية في نوفمبر 2004 عما حدث مع خوليت بعد مباراته الثانية فقط: “تصرفت بغباء في مباراة فيليم، وعاقبني.. رغم أنني أديت جيدًا في أول مباراتين، ولم أفهم لماذا لم أُشارك في المباريات التالية”.

وكان واضحًا منذ البداية أن أسلوب غالي لا يحظى بإعجاب خوليت، ما اعترف به اللاعب نفسه: “أعلم أن المدرب يؤمن بقدراتي، لكنه لا يظهر ذلك.. هو لا يتحدث معي أبدًا، فقط يصرخ، وفي إحدى المباريات ظل يصرخ باسمي طوال 90 دقيقة.. هذا لا يحدث في مصر، وحتى النقد يقال باحترام، أما هنا فالوضع مختلف”.

وأكمل خلال الحوار المنشور في الصحيفة في نوفمبر 2004: “لن أبادر بالتحدث مع خوليت.. هذه ليست طبيعتي، وبالنسبة لي أفضل أن أثبت نفسي في التدريبات، هذه هي شخصيتي، وهذه هي طبيعة اللاعبين المصريين”.

واستعاد حسام غالي كما وعد في تصريحاته، مكانه الأساسي في فينورد، بدءًا من مباراة إن إيه سي بريدا في الجولة 11 من منافسات الدوري الهولندي، ليبدأ في تلقي إشادات مختلفة من خوليت.

– خوليت في 8 نوفمبر 2004: “أنا سعيد لأن حسام غالي قدم مباراة جيدة مرة أخرى.. لقد لعب بتركيز كبير”.

– خوليت في 11 أبريل 2005: “غالي لعب بشكل ذكي جدًا.. إنه سريع جدًا في استخلاص الكرة ويتقدم بها مباشرة، وكان مفتاحًا مهمًا في منتصف الملعب”.

– خوليت في 2 مايو 2005: “غالي يظهر تطورًا واضحًا.. لديه رؤية جيدة للملعب، ويعرف متى يمرر ومتى يحتفظ بالكرة، إنه عنصر مهم في توازن الفريق”.

وبعد سلسلة من التصريحات الإيجابية عن حسام غالي، عاد خوليت إلى انتقاد اللاعب ضمن آخرين، عقب الخسارة من جرونينجن (2-1) في 21 نوفمبر 2004، بقوله: “هذا الأداء سيترتب عليه معاقبة بعض اللاعبين، لا يمكنني التساهل مع ذلك أبدًا”.

وبدا خوليت صارمًا كما أشارت الصحف الهولندية، وكما قال غالي نفسه، لذا لم تكن العلاقة بينهما رائعة طوال الموسم، رغم ذلك، لم يتمكن الهولندي أبدًا من نسيان الموهبة التي تمتع بها اللاعب المصري، حتى بعد مرور أكثر من 20 عامًا.